بارك الله فيك يا دكتور صلاح. منذ يوم أن تزوجت يحدث لي مشاكل صعبة جدًّا، وبعد الزواج بثلاثة أيام وجدت ثعبانًا بالشقة، وأمسكته بمنديل وقطعته بيدي، ثم تتوالى المصائب وراء بعضها، شعر خروف معقود بالشعر والخيط والمستيكا، واحدة فوق باب الشقة، وتحت عتبة باب الشقة، تحت «المشاية»، وواحدة في مدخل باب العمارة أمام الباب.
وأنا مُتزوِّج منذ تسعة أشهر، وزوجتي حامل في بنت في الشهر التاسع، وبيننا مشاكل شديدة بسبب أنها تزوجتني عن طمع، ووالدتها متدخلة في كل الأمور، وأهانتني كثيرًا وسامحتها كثيرًا هي وأمها، وتَرَكَتِ البيتَ من أول يوم العيد وإلى الآن بدون إذني، وأخذت ذهبها، ونحن واقفون على الطلاق بعد الولادة، وهي تكرهني هي وأمها، وتتهمني دائمًا ومبذرة، فما تفسير ما سبق؟ وكيف يكون التصرف الشرعي؟ وجزاكم الله خيرًا.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فإنه لم ينزل بلاء إلا بذنب ولم يُكشف إلا بتوبة(1).
ففَتِّش في نفسك وفي علاقتك بربك أيها الموفق لعلك تجد الجواب، فقد قال ربك للمسلمين يوم أُحُد: ﴿أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ﴾ [آل عمران: 165].
وبقي بعد هذا أن تبذل الأسباب الشرعية لاستصلاح أحول أهلك بالحكمة والموعظة الحسنة، وأن تستشير فيما يعرض لك من مشكلاتٍ بعضَ أهل العلم المخالطين لك، وأن تعرض على أهل زوجتك التحكيمَ قبل الطلاق لعلك تنقذ به سفينة الحياة الزوجية قبل أن تغرق! وقد قال ربك جل وعلا:﴿وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِهَا إِنْ يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا﴾ [النساء: 35].
وقبل هذا كله اضرع إلى ربك في الأسحار، وقُمْ لمناجاته والناسُ نيامٌ، وهو جل وعلا أرحم الراحمين وأكرم الأكرمين، أهل التقوى وأهل المغفرة(2). والله تعالى أعلى وأعلم.
_________________
(1) أخرجه الدينوري في «المجالسة وجواهر العلم» (1/124) حديث (727) من قول العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه .
(2) قال تعالى: ﴿وَمَا يَذْكُرُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ هُوَ أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ﴾ [المدثر: 56].