مباشرة الخاطب مخطوبته من غير إيلاج

هل مداعبة خطيبي لي تعتبر زنى؟ نحن حريصان على العقد، ولكني لم أستطع منعه من المداعبة، ولكن لم نصل إلى حد الإيلاج. فهل زنينا؟ وماذا يترتب علينا؟ مع العلم أنني دائمًا أتوب إلى الله ولكنه يغويني.

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فإن الخِطبة يا بنيتي هي طلب الزواج والتواعد عليه، وهي لا تعد زواجًا، ولكنها مقدمة بين يديه، فلا تُثبت حقًّا من حقوق الزوجية، ولا تُحل حرامًا في العلاقة بين الطرفين، وأقصى ما تبيحه الخطبة في العلاقة بين المخطوبين أن لكل منهما النظرَ من الآخر إلى الوجه والكفين، والتحدث معه بالمعروف في غير خلوة، فلا تحل المباشرة ولا المداعبة ولا القبلة ولا الخلوة.
وما تلبستِ به جناية شرعية عظيمة؛ فبادري بالتوبة إلى الله عز و جل ، وتعجلَا إبرام العقد ما استطعتما، وإنني والله لأخاف عليك شؤم هذه المعصية، وأن تكون سببًا في انقلاب مشاعر خاطبك تُجاهك؛ فإن أولَ من يزهد في العاصي مَن عصى الله من أجله.
فالبدار البدار بالتوبة إلى الله عز و جل ، لعل الله أن يتقبل توبتك، وأن يقيل عثرتك.
واعلمي يا بنيتي أن للتوبة أركانًا ثلاثة: إصلاح الماضي بالندم، وإصلاح الحاضر بالإقلاع عن الذنب، وإصلاح المستقبل بالعزم على عدم العودة إلى هذه الخطيئة أبدًا، ثم بعد هذا تكثرين من الحسنات؛ فـ ﴿إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ﴾ [هود: 114]، وقد قال ﷺ: «وَأتْبعِ السَّيِّئَةَ الحَسَنَةَ تَمْحُهَا»(1). والله تعالى أعلى وأعلم.

______________

(1) أخرجه أحمد في «مسنده» (5/ 153) حديث (21392)، والترمذي في كتاب «البر والصلة» باب «ما جاء في معاشرة الناس» حديث (1987) من حديث أبي ذر رضي الله عنه . وقال الترمذي: «حديث حسن صحيح».

تاريخ النشر : 26 ديسمبر, 2017
التصنيفات الموضوعية:   05 النكاح, 12 فتاوى المرأة المسلمة

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend