كتمان المستشار عيب الخاطب

عندي موظف وهو مريض نفسي ومصلٍّ وطيب ويتعالج من مرضه، وهو يريد أن يتزوج ولا يوجد أحد من الموظفات اللائي يعرفنه في العمل يردن الزواج منه من أجل حالته، وجاء رجل صديق لي يسألني عنه لأنه تقدم لابنته، وصديقي هذا (أبو البنت) يعلم أنه يعمل عندي، فهل أخبره بمرضه لأن هذا من الأمانة؟ مع أني لو فعلت ذلك لن يرضاه لابنته، أم لا أخبره وأتكلم بصفة عامة أنه مصل وطيب؟ وهل عليَّ إثم إذا لم أخبره واستعملت التورية في الكلام؟ أم يجب أن أخبره الحقيقة والله المستعان؟

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فإن المشروع لك بل والمتعين عليك إخباره بحقيقة الحال، فإن هذا مقتضى الأمانة، و«مَنْ غَشَّ فَلَيْسَ مِنَّا»(1)، وتخيل أن مثل هذا الشاب تقدم لابنتك فدلَّس عليك من كان مخالطًا له ولم يخبرك بحقيقة حاله، هل كنت تحمد له هذا الكتمان؟! وينبغي أن تحب لأخيك ما تحب لنفسك(2)، أما هو فسيتولاه مَن خلَقه، وهو أرحم به من والده ووالدته والناس أجمعين. والله تعالى أعلى وأعلم.

___________________

(1) أخرجه مسلم في كتاب «الإيمان» باب «قول النبي ﷺ: من غشنا فليس منا» حديث (102) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه .

(2) ففي الحديث المتفق عليه؛ الذي أخرجه البخاري في كتاب «الإيمان» باب «من الإيمان أن يحب لأخيه ما يحب لنفسه» حديث (13)، ومسلم في كتاب «الإيمان» باب «الدليل على أن من خصال الإيمان أن يحب لأخيه المسلم ما يحب لنفسه من الخير» حديث (45)، من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه ، عن النبي ﷺ قال: «لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لِأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ».

تاريخ النشر : 26 ديسمبر, 2017
التصنيفات الموضوعية:   05 النكاح, 12 فتاوى المرأة المسلمة

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend