قبول من لا يصلي ويتهاون في أحكام الشرع زوجًا

أنا امرأة مطلقة، أعيش في كندا، ملتزمة بصلاتي وحجابي والحمد لله، تقدم لي خاطب لا يصلي، ويتهاون في أمر الرب، كشراء سيارة بقرض ربوي.
أنا حائرة، أريد الستر والعفاف، خاصة في الغربة، ومن جهةٍ أرفض لأنه لا يصلي.
أفيدوني الله يجزيكم خيرًا؛ فقد صليت الاستخارة وما زلت حائرة، عندما أنظر للناس أقول: أقبل به وأخلص من حالتي التعيسة بعد طلاقي، المهم أن أتزوج، رغم أنني ما زلت أفكر في طليقي؛ لأنني أحببته كثيرًا لكنه خدعني وطلقني دون سبب.
ساعدوني، فأنا في حالة نفسية صعبة، وما جرى لي من أحداث لولا الله والإيمان لانتحرت وارتحت من الدنيا وظلمها، هل أقبله رغم عدم صلاته، أم أرفضه ولا أدري هل يأتيني غيره؟ وهل سيكون أحسن منه؟ شكرًا.

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فأسأل الله يا بنيتي أن يجعل لك من عسرك يسرًا، ومن ضيقك فرجًا ومخرجًا.
وتارك الصلاة ليس كفؤًا لامرأة محجبة ذات دين، فاصبري قليلًا وأحسني الظن بربك، واعلمي أن من ترك شيئًا لله أبدله الله خيرًا منه(1)، وإياك والقنوط من رحمة الله، فإنه لا يقنط من رحمة الله إلا الضالون، ولا ييئس من رَوْحه إلا الكافرون(2).
وإنني لَعَلى يقينٍ أن أقدارًا حلوة طيبة جميلة تنتظرك بإذن الله. والله تعالى أعلى وأعلم.

_________________

(1) أخرجه أحمد في «مسنده» (5/ 78) حديث (20758)، والقضاعي في «مسند الشهاب» (2/ 178) حديث (1135)، من حديث يزيد بن عبد الله بن الشخير عن رجل من الصحابة بلفظ: «إِنَّكَ لَنْ تَدَعَ شَيْئًا اتِّقَاءَ الله جَلَّ وَعَزَّ إِلَّا أَعْطَاكَ خَيْرًا مِنْهُ»، وذكره الهيثمي في «مجمع الزوائد» (10/ 269) وقال: «رواه كله أحمد بأسانيد ورجالها رجال الصحيح».

(2) قال تعالى: ﴿قَالَ وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ﴾ [الحجر: 56]، وقال: ﴿وَلَا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ﴾ [يوسف: 87].

تاريخ النشر : 26 ديسمبر, 2017

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend