أرجو الإفادة: خطبت بنتًا والحمد لله، وبعد فترة من الخطوبة الحمد لله أكرمني ربي وذهبت لعمل عُمرة، وفي العمرة دعوت ربنا إن كانت خيرًا ربنا يكملنا فيها، وإن كانت شرًّا لي أو لها ربنا يعفينا منها، وفي نفس اليوم الذي رجعت فيه من العمرة حدثت مشاكل بيننا، وثاني يوم أنهيت هذا الارتباط. أرجو الإفادة: هل ما حصل ظلم لها؟

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فإن الخطبة وعدٌ غير ملزم بالنكاح، ولكن الوفاء بالوعد من مكارم الأخلاق، وقد علمت أن إخلاف الوعد بغير مُسوِّغ ثلث النفاق(1)، اللهم إلا إذا تبين لك من خلال المخالطة مع أهلها ما حملك على الانصراف عنها لأسباب مشروعة فلا حرج عليك في ذلك إن شاء الله.
أما إذا كان ذلك لمجرد العبث والتنقل بين النساء فلا ينبغي، لما يتضمنه من إخلاف الوعد والجناية على المشاعر بغير مقتضٍ.
ويبقى النظر فيما بذلته لها من هدايا أثناء الخطبة: إن كان الرجوع من قبلك فلا ينبعي أن تطالب باسترداد هداياك في أظهر أقوال أهل العلم حتى لا تجمع لها بين مصيبتين: تركك لها واسترداد هداياك منها. والله تعالى أعلى وأعلم.

__________________

(1) ففي الحديث المتفق عليه؛ الذي أخرجه البخاري في كتاب «الإيمان» باب «علامة المنافق» حديث (33)، ومسلم في كتاب «الإيمان» باب «بيان خصال المنافق» حديث (59) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه ، أن النبي ﷺ قال: «آيَةُ المُنَافِقِ ثَلَاثٌ: إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ، وَإِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ».