فسخ الخطبة لسوء ظروف الخاطب المادية

أنا في مشكلة تتعلق بحياتي كلها وحياة إنسان آخر، ولا أعرف ماذا أصنع؟
عندي 24 سنة، أحب ولدًا، تعرفت عليه منذ فترة، وكان من المفترض أن يتقدم إلي منذ شهرين، لكن حصل الآتي:
بسبب ظروف البلد الشغل لم يصبح مستقرًّا، والدنيا اضطربت معه، وطلب من أبي فترة لتحسين الظروف، لكن للأسف الدنيا تسوء يومًا بعد يوم، وهو من كثرة التفكير والحزن وعدم القدرة على فعل شيء والحمد لله رب العالمين على كل شيء- جاء له مرض السكر وبنسبة كبيرة، وهو عنده 26 سنة.
الموضوع صعُبَ عليه أكثر، والدنيا تسوء أكثر، أنا مقدرة كل ظروفه، وواقفة بجانبه وأحاول أن أجد حلًّا، لكن ليس بيدي، لكن للأسف هو اضطر أن يأخذ قرارًا وصمم عليه، وطلب من أمي وأختي أن يساعداه فيه، وهو أن يبتعد عني تمامًا لا يريد أن يظلمني أكثر من ذلك ويقعدني بجانبه في حين أنه يأتي إلي فرص ولا يريد أن يكون هو السبب في ضياع حياتي.
هو يرى أني أستحق أحدًا أحسن منه كمستوى مادي وصحة، ولأنه يحبني ويخاف عليَّ قرر البعد تمامًا، وقال لأمي بالحرف: أنا سأُكرِّهها فيَّ. لكن للأسف هو لا يستطيع أن يفعل ذلك، وعرفت أنه تعب ودخل المستشفى وكل هذا بسبب قرار اتخذه لأجلي، وضحى بنفسه.
أنا أعرف أن ليس هناك أحد الآن يعمل ذلك، ولا يضحي لأجل أحد، لكن حقًّا هو شخص جميل جدًّا وطيب جدًّا ويخاف ربنا، وكان يعاملني بكل احترام، وطيلة عمره لم يتعدَّ الحدود نهائيًّا، وهو حقًّا شخص نظيف جدًّا من داخله.
أنا الآن لا أعرف ماذا أصنع؟ أبتعد كما أراد هو وأتركه وحده ولا أظل معه، ونحاول.
أنا خائفة أن أكون ظالمة له كما الدنيا ظلمته، لا أريد أن آتي عليه، نحن أيضًا فعلًا نحب بعضنا.
أنا خائفة أن أبتعد عنه كما يريد هو فيتعب أكثر ويحدث له حاجة، أنا ممكن أن آتي على نفسي لأجله، لكني أحتاج رأيكم وأريد أن أعرف رأي الدين والرأي من الناحية الإنسانية؟ أرجو المساعدة حقًّا.

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فقد قال النبي ﷺ: ««يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ، مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ البَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ؛ فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ، وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ؛ فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ»»(1).
والمشاعر وحدها لا تبني حياة ولا تؤسس بيوتًا، فإن كان غير قادر على التقدم إليك رسميًّا لاعتبارات صحية أو اجتماعية أو نفسية وقرر الانسحاب فينبغي أن يعان على ذلك، واليأس إحدى الراحتين، ولا يصلح أن تقيمي علاقة معه من وراء ظهر الأبوين والعائلة؛ فإما أن يكون خاطبًا رسميًّا على ملأ من الأهل، أو أن تنقطع صلتكما، ونرجو أن يبدلك الله خيرًا منه وأن يبدله الله خيرًا منك، وقد قال ربي جل وعلا في المتزوجين:﴿ وَإِنْ يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللَّهُ كُلًّا مِنْ سَعَتِهِ ﴾ [النساء: 130].
فأولى أن يكون ذلك فيمن لم يشرعا في الخطبة بعد. وأسأل الله أن يؤتيك رشدك، وأن يقيك شر نفسك. والله تعالى أعلى وأعلم.

_______________

(1) متفق عليه.

تاريخ النشر : 26 ديسمبر, 2017
التصنيفات الموضوعية:   05 النكاح, 12 فتاوى المرأة المسلمة

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend