فسخ الخطبة لبخل الخاطب

لي أخت مخطوبة لرجل يُصلي وهو حسن وطيب ولكنه بَخِيل، فماذا تفعل؟ هل تفسخ الخطبة؟ وهل عليها أي إثم لفسخ هذه الخطبة؟

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فإن المؤمن قد يكون بخيلًا كما أخبر بذلك المعصوم ﷺ(1)، فليس في بخله ما يقدح في صحة الزَّواج به، ما دام لم يبلغ به مبلغ منع الحقوق الواجبة كمنع الزَّكاة الواجبة ونحوه.
ولكن ينبغي مناصحته في ذلك، وأن يُبين له أن ««السَّخِيّ قَرِيبٌ مِنْ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنْ الْـجَنَّةِ قَرِيبٌ مِنْ النَّاسِ بَعِيدٌ مِنْ النَّارِ، وَالْبَخِيلُ بَعِيدٌ مِنْ اللَّهِ بَعِيدٌ مِنْ الْـجَنَّةِ بَعِيدٌ مِنْ النَّاسِ قَرِيبٌ مِنْ النَّارِ»»(2).
وعلى كل حال لقد جعلت فترة الخطوبة من أجل أن يكتشف كلٌّ من الطرفين مدى ملاءمة الطرف الآخر له، فاستخيري الله يا بنيتي في المضي في الاستمرار في الخطوبة مع المناصحة، فإن كان ذلك خيرًا يسَّره الله، وإن كانت الأخرى صرفه. واللهُ تعالى أعلى وأعلم.

_____________

(1) فقد أخرج مالك في «موطئه» (2/990) حديث (1795) من حديث صفوان بن سليم رضي الله عنه  أنه قال: قيل لرسول الله: أيكون المؤمن جبانًا؟ فقال: «نَعَمْ». فقيل له: أيكون المؤمن بخيلًا؟ فقال: «نَعَمْ». فقيل له: أيكون المؤمن كذابًا؟ فقال: «لَا». وذكره ابن عبد البر في «التمهيد» (16/253) وقال: «مرسل مقطوع… ولا أحفظ هذا الحديث مسندًا بهذا اللفظ من وجه ثابت، وهو حديث حسن، ومعناه أن المؤمن لا يكون كذابًا. يريد أنه لا يغلب عليه الكذب حتى لا يكاد يصدق، هذا ليس من أخلاق المؤمنين».

(2) أخرجه الترمذي في كتاب «البر والصلة» باب «ما جاء في السخاء» حديث (1961) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه ، وذكره ابن مفلح في «الآداب الشرعية» (3/301) وقال: «هذا حديث منكر».

تاريخ النشر : 26 ديسمبر, 2017
التصنيفات الموضوعية:   05 النكاح, 12 فتاوى المرأة المسلمة

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend