عمل الزوجة للمساعدة في مصروف البيت رغم رفض الزوج

شيخنا الفاضل، زوجي يتكبد لكي يوفر لي مصروفي وأنا خارج بلد إقامته في انتظار اجتماع شملنا، فقررت أن أعمل، ووجدت عملًا لكنه رافض، وبصراحة دخلي ضعيف ومحدود وأصبت بإحباط واكتئاب من كثرة جلوسي بالبيت وحيدة من غير أي عمل أو حتى ترفيه، فقلت: «أعمل منها أشغل وقت فراغي وأغير الأجواء، ومنها أوفر لي مبلغًا ولو بسيطًا من المال لأنني أشعر أنه متسلط عليَّ ومستحوذ علي، وأنني لا أتقدم في عمل ولا شيء». تعبت من هذا، وما هذا إلا البداية، كيف سيعاملني عندما أصبح في بيته وبلده؟

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فإن الأصلَ هو قرار المرأة في بيتها لرعاية زوجها وولدها، ويتولى زوجها مسئولية الإنفاق عليها في حدود وُسعه وطاقته، وقد أذن الله للمرأة أن تخرج لقضاء حاجتها، على أن تأتمر في ذلك بينها وبين زوجها بمعروف، على أن يكونَ خروجها بصيانتها وعفافها وحجابها وعلى ألا يترتب على خروجها اختلاط منكر بالرجال أو خلوة بهم، فإن كان هذا العمل الذي تتحدثين عنه تتوفر فيه هذه الشروط فإن المخرج من ذلك هو تحاورك مع زوجك ومجادلتك له بالحسنى، وإشعاره أن هذا الذي تتطلعين إليه أمر طارئ فرضته ظروف اغترابه ووحدتك، وحرصك على مؤازرته في كدحه ونصبه، والتأكيد على أن هذا العمل لا يقتضي الخلطة مع الأجانب ولا الخلوة بهم، وأنك تحفظين غيبته، وتصونين عرضه، وأن اللهَ شهيد على ذلك.
أرجو أن يشرحَ الله صدره لذلك، وإن كانت الأخرى فاصبري على أمر الله لك بطاعته، وسوف تجدين عقبى ذلك خيرًا عميمًا لك في دنياك وأُخراك إن شاء الله، زادك الله توفيقًا وهدى. واللهُ تعالى أعلى وأعلم.

تاريخ النشر : 26 ديسمبر, 2017

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend