عقد الزواج بدون ولي

لي أخ تزوَّج من دون علم والدي، وزوجته هي الأخرى تزوَّجت من دون علم أهلها عرفيًّا، وبعد يومين ذهبا للمأذون من دون وليٍّ، الأخ عمره تسعة عشر عامًا وهي عمرها ست عشرة عامًا. فهل زواجهما حلال أم حرام؟

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فينبغي لتصحيح الوضع أن يُعاد العقد بحضور ولي الزَّوْجة أو نائبه، وينبغي أن يُبارك والدك هذا الزَّواج صلة للأرحام وسترًا للعورات ورعاية للأواصر والوشائج.
أمَّا من الناحية الفِقْهية البحتة فإن هذه الفتاة إذا كانت قد زوَّجت نفسها من الكفء فهو زواج صحيح عند أبي حنيفة باطل عند الجمهور، والحاكم يُطاع في موارد الاجتهاد، وقضاء القاضي يرفع الخلاف، ولما كانت القوانين السائدة في عالم الأحوال الشخصية يُعمل فيها بالرَّاجح في مذهب أبي حنيفة فإنهم يصحِّحون مثل هذا الزَّواج، لاسيَّما إذا حصل البناء، وربما تكون المرأة قد علقت بعده؛ ولهذا نقترح تجديد العقد في هدوء، وبمباركة الأهل من كلا الطرفين، خروجًا من الخلاف واحتياطًا للأنساب، مع تسجيلنا للأسى على خروج الفتاة عن ولاية أبيها وجرأتها على إمضاء العقد على هذا النَّحْو، ولعلها تذكرة للآباء ألا ينشغلوا عن أولادهم بأمور العيش مهما كانت متشابكة ومجهدة، وأن يستثمروا جزءًا من أوقاتهم مع أولادهم تعهدًا ورعاية وتربية وتهذيبًا. ونسأل اللهَ العافية للجميع، واللهُ تعالى أعلى وأعلم.

تاريخ النشر : 26 ديسمبر, 2017
التصنيفات الموضوعية:   05 النكاح, 12 فتاوى المرأة المسلمة

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend