عقاب الزوج زوجته التي باتت خارج بيتها بدون إذنه لضرورة

أنا أعمل في المملكة العربيَّة السُّعوديَّة، ونزلَتْ زوجتي هي وأولادي إلى مصر وسكنت في بيت أبيها، وكانت أختها حاملًا، وعند ولادة أختها ذهبَتْ زوجتي إلى المستشفى بإذني، ولكنني فوجئت في الساعة الحادية عشرة ليلًا أنها قرَّرت أن تبيت مع أختها في المستشفى من غير إذني. فما هي العقوبة المناسبة للزَّوجة التي باتت خارج المسكن- مقر مبيتها- من غير إذن زوجها؟

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصَّلاة والسَّلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أمَّا بعد:
فإن الأمرَ لا يقتضي بالضَّرورة عقوبةً، بل قد يقتضي التَّغافُر وتقدير الظُّروف الطارئة، بل ربما اقتضى التَّقديرَ والمكافأة بحسب ما أحاط بهذا المبيت من ظروف ومن ملابسات! ولو حاسبنا الله جميعًا على كلِّ هفواتنا على هذا النَّحو لَكُنَّا خبرًا من أخبار التاريخ منذ زمن بعيدٍ!
أيها الأخ المبارك، ما دخل الرِّفق في شيءٍ إلا زانه ولا نُزع من شيءٍ إلا شانه(1)! وربما كان الأمرُ كما ذكرتُ لك يقتضي- لو تدبَّرته- تقديرًا منك لزوجتك، التي وَصَلَتْ رَحِمَها، وباتت مع أختها في ظرفٍ طارئ لترفع بذلك العبءَ عن أمِّها أو عمن هم أسنُّ منها في هذا الموقف(2)!
إن خيرَ النَّاس أعذرُهم للناس، وإن اللهَ يكره الغيرةَ إذا كانت في غير رِيبةٍ(3)، فارْفُقْ بنفسك وأهلك لتكون أهلًا لرِفْق الله بك! ولا بأس بتذكير أهلك برفقٍ والتَّنْبيه عليهم على عدم العودة إلى ذلك في المستقبل، إلا بعد الرجوع إليك. واللهُ تعالى أعلى وأعلم.

_______________

(1) متفق عليه.

(2) فقد أخرج مسلم في كتاب «البر والصلة والآداب» باب «صلة الرحم وتحريم قطيعتها» حديث (2555) من حديث عائشة  قالت: قال رسول الله {#emotions_dlg.slm}: «الرَّحِمُ مُعَلَّقَةٌ بِالْعَرْشِ تَقُولُ: مَنْ وَصَلَنِي وَصَلَهُ اللهُ وَمَنْ قَطَعَنِي قَطَعَهُ اللهُ».

تاريخ النشر : 26 ديسمبر, 2017
التصنيفات الموضوعية:   05 النكاح, 12 فتاوى المرأة المسلمة

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend