عضل الولي نكاح موليته بناء على منع قوانين البلد لذلك

أرجو من الله أن تُفتوني في موضوعي بما يُرضي الله والرسول. أنا امرأة مُطلَّقة، عمري ثلاثة وثلاثون عامًا، ولديَّ ولدٌ عمره خمسة عشر عامًا، متعلِّمة ومتدينة، وأنا مطلقة منذ عَشْر سنوات، وأعيش في السُّعودية، وأنا يمنية الجنسية، مشكلتي هي أنني منذ عشر سنوات بعد طلاقي تعسَّر موضوع زواجٍ لي بسبب أن السعودية تُحرِّم زواج الأجنبية من سعودي، وهناك تعقيدات في الزَّواج بسبب الحكومة، والأهل يعترضون على زواجي بمأذون عاديٍّ وشهود من غير أمر الحكومة، رغم أن كثيرًا من صديقاتي تزوجن على هذا النَّحْو، ومضى الوقت والتعقيدات مستمرة، وجاء لخطبتي رجل على خُلق ودِين، وأحببته وتعلَّقت به، وهو أيضًا كذلك، ورغم محاولاتنا منذ سنتين لكي نُخرج أمر الحكومة تعسَّر الموضوع أيضًا، فطلبتُ من أهلي أن يُزوِّجوني من غير أمر الحكومة فرفضوا رفضًا باتًّا وقالوا: انْسَيْ هذا الكلام. وأنا أُريد الزَّواج، ورغم محاولاتي لم يُساعدني أحد، وأنا أُريد الستر وأهلي يرفضون الزَّواج إلا بأمرٍ من الحكومة، فقرَّرتُ بعد الاستخارة أن أتزوَّج عند أيِّ شيخ مسجد والرَّجُل يُحضر الشهودَ من غير علمهم إلى أن يُحنِّن اللهُ قلبهم أو قلب الحكومة؛ لأنني أخاف على نفسي، ولكنني فقط أخاف من الله، فهل يجوز لي سترُ نفسي بهذه الطريقة رغم أن وليَّ أمري وهو أخي الكبير رفض حتى تدخُّل النَّاس والسماع لنصحهم؟ أفتوني بما يُرضي اللهَ والرسولَ.

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فإنَّ مَن حقِّك يا بُنىَّتي أن تلتمسي النكاحَ طلبًا للعفاف وابتغاءً للإحصان، وما ينبغي للأولياء أن يعضلوا مَن جعلها اللهُ تحت ولايتهم من الزَّواج بالكفء، كما لا ينبغي لهم ولا لغيرهم أن يَخْرجوا عن طاعةِ وليِّ الأمر المسلم فيما وضع من نظمٍ لا تُخالف الشَّريعةَ في الجملة وإنما تُقيِّد بعضَ مباحاتها، والمخرج يا أمة الله أن ترفعي شكايتك إلى أحد القضاة الشَّرْعيين بصورة مباشرة أو من خلال أحد مكاتب المحاماة، لعله أن يجدَ لك مخرجًا نظاميًّا مناسبًا.
ولا أرى لك أن تلجئي إلى الزَّواج خفيةً بعيدًا عن عيون الأهل وعيون الولاة، فإن هذا يُعرِّض سمعتك للقِيلِ والقال، ورحم اللهُ امرًا ذبَّ الغِيبةَ عن نفسه، والزمي يا بنىتي بابَ الدُّعاء والاستغفار، ولعل الله أن يسوق لك فرجًا قريبًا بإذن الله، واعلمي أن من يتَّق الله يجعل له مخرجًا ويرزقه من حيث لا يحتسب(1). واللهُ تعالى أعلى وأعلم.

__________________

(1) قال تعالى: ﴿وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا *  وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ﴾ [الطلاق: 2، 3]

تاريخ النشر : 26 ديسمبر, 2017
التصنيفات الموضوعية:   05 النكاح, 12 فتاوى المرأة المسلمة

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend