طلب الخاطب من مخطوبته معرفة ماضيها وتلبيتها له

أتمنى من الله أن تدلُّني على الصواب يا فضيلة الشيخ:
أنا مخطوبة منذ سنة والحمد لله، ولكن هل أُخبر خطيبي بعلاقاتي مع الشباب قبله أيام الدراسة الثانوية وهي لم تتعدَّ الحديث في الهاتف فقط، ولكن كنا نتحدث كثيرًا عن الحب، ولكن أنا لم أكن واعيةً لما كنت أفعل، بمعنى أني لم أستوعب حجم ما أفعله من خطأ، ثم انقطعت علاقاتي بهؤلاء الشباب.
ثم ذهبت إلى الجامعة، وتعرفت على شاب، وكان يحبني، وأنا أيضًا، وكنا نتمادى في هذه العلاقة، وقد تركني هذا الشاب بسبب كثرة المشاكل، ثم عاد وتقدم لخطبتي منذ شهرين، وألحَّ عليَّ وعلى أمي في الخطوبة كثيرًا، ولكني أخبرت أمي أن تُخبره بأني خُطبت فعلًا، ولكن يعلم الله أني نادمة من كل قلبي على ما فعلت، ولو يعود بي الزمن لقتلت نفسي قبل أن أفعل هذا أو أحرقت قلبي قبل أن أفعل ذلك، والله يشهد على أنني حزينة وأشعر بأني أرغب في قتل نفسي على هذه الأخطاء التي أندم عليها كل لحظة.
وتبت إلى الله كثيرًا، واستغفرته، وأدعوه بالستر، وخطيبي دائمًا يطلب مني أن أخبره بالماضي دائمًا، ويلح عليَّ دائمًا بهذا الطلب، ولكني لا أرغب في هذا؛ لأني ندمت وتبت، ولكن طلبه هذا يؤرقني جدًّا، وأخاف أن يكتشف ذلك.
فماذا أفعل؟ دُلَّني على الصواب أدخلك الله جنته وأكرمك وغفر لك، أرجوك اقرأ رسالتي، أرجوك لا تهملها، أرجوك.

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فلا ينبغي للخاطب أن يستغرق في التحقيق مع مخطوبته على هذا النحو، ولا يلزمها إجابتُه، فإن «التَّائِب مِنَ الذَّنْبِ كَمَنْ لَا ذَنْبَ لَهُ».
ومن تعثَّر في حياته وألمَّ بشيءٍ من معصية الله فليتب إلى الله عز و جل ، وليستتر بستر الله عليه، فإن الناس يُعيِّرون ولا يُغيِّرون، وإن اللهَ يُغيِّر ولا يُعيِّر، وقد رُوي عن ابن عمر ب: أن النبي ﷺ قال: «اجْتَنِبُوا هَذِهِ القَاذُورَةَ الَّتِي نَهَى اللهُ عَنْهَا، فَمَنْ أَلَمَّ بِهَا فَلْيَسْتَتِرْ بِسِتْرِ الله عز و جل »(1). والله تعالى أعلى وأعلم.

_______________

(1) أخرجه الحاكم في «مستدركه» (4/272) حديث (7615)، والبيهقي في «الكبرى» (8/330) حديث (17379)، وقال الحاكم: «هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه»، وذكره ابن الملقن في «خلاصة البدر المنير» (2/303- 304) وقال: «أسنده الحاكم والبيهقي من رواية ابن عمر بإسناد صحيح على شرط البخاري ومسلم».

تاريخ النشر : 26 ديسمبر, 2017
التصنيفات الموضوعية:   05 النكاح, 12 فتاوى المرأة المسلمة

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend