طلاق الزوجة لطمعها في شقة الأبوين

أنا أعيش في شقة إيجارًا جديدًا، وتوجد شقة أمي وأبي، وأخواتي يعشن فيها، وهي إيجار قديم هنا في مصر لمدة 59 سنة، وأبي اشتراها منذ عشر سنين، وكتبها باسمي، وامرأتي تعرف ذلك.
وفي مرة وجدتها تقول لي: إنها تريد أن تذهب لتسكن في شقة أبي وأمي؛ لأنها شقتي، ومن حق عيالنا. فقلت لها: كيف يعنى تعملين ذلك؟! قالت لي: نوفر الإيجار الجديد، ونسكن هناك في الرخيص. قلت لها: لن ينفع طبعًا؛ لأن دي شقة أهلي. قالت لي: ألست أنت من دفع في فلوسها؟». قلت لها: نعم. قالت لي: تبقى من حقك.
المهم، سكتنا، ولم نكمل الكلام، ومنذ أسبوعين كنا نتكلم، وحصلت بينا مشاجرة، فوجدتها تقول لي في وسط الكلام: أنت لا تريد طلاقي لأنك تخاف على العفش والمؤخر وشقة أبيك وأمك التي سآخذها أنا وأطردهم منها. قلت لها: يا سلام، كيف ذلك يعني؟! قالت لي: لأنني حاضنة، والشقة باسمك، يعني المحكمة ستحكم لي أن آخذ الشقة فترة الحضانة للأطفال، وساعتها سأطردهم منها.
ومن ساعتها وأنا دمي محترق من كلامها، وسألت محاميًا قال لي نعم من حقها شقة الحضانة هذه وأنا لا أطيق أن أعيش معها بسبب ذلك وتفكيرها المتعفن هذا ونيتها السوداء هذه من ناحية أهلي.
ففكرت في فكرة، لكن فيها حرمة، وهي أن آخذ قرضًا من البنك بفائدة، والقرض هذا سآخذ به شقة، وبمجرد ما يحصل الانفصال والمحكمة ستحكم لها بالشقة للحضانة ساعتها تأخذ هذه الشقة وأحمي أهلي وأبي وأمي من الرمي في الشارع، وهي تعيش في هذه الشقة الثانية؟
حسبي الله ونعم الوكيل فيها.
ما رأيك يا دكتور؟ هل أعمل ذلك وآخذ قرضًا، أم ماذا أعمل؟

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فأبدأ بوصيتي لك بتجديد التوبة إلى الله {#emotions_dlg.azz}؛ فإنه لم ينزل بلاء إلا بذنب، ولم يُكشف إلا بتوبة(1)، وكان من السلف من يقول: إني لأرى شؤم معصيتي لربي في خلق دابتي وخلق زوجتي.
أما من ناحية الطلاق فأرى أن تتروى، وأن ترجع البصر كرتين، وأن تستشير أهل الصلاح من المخالطين لك، ممن يطلعون على أحوالك عن كثب، وأن تستخير ربك مرارًا، فلديك أولاد، وهم الضحية في هذه الخطوة، إلا إذا تعينت ولم يكن سبيل غيرها إلى استقرار الجميع.
ومن ناحية الشقة على الرغم من الاستفزاز البين في قولها: إنها سترمي أبويك، فإنها ستئول في النهاية إلى أن يسكن فيها أولادك، وهي القائمة على خدمتهم، فأرجو أن تفكر في الأمر من هذه الناحية، ولعل هذا يخفف عنك معاناتك النفسية من كلمتها الموغرة للصدور.
من ناحية القرض لا يحل الترخص في الاقتراض الربوي إلا تحت مطارق الضرورات، حيث تنعدم البدائل، ويتعين الاقتراض الربوي سبيلًا إلى دفع هذه الضرورة الطارئة.
فلا تعجل في هذه الخطوة، واستنفد البحث عن البدائل أولًا، وفي مقدمتها أن تجأر إلى الله بالدعاء في الخلوات وفي الأسحار، سائلًا إياه أن يقيك برحمته وقيوميته من الوقوع في هذا المضيق الوعر، وربك غني كريم، ومن بينها اللجوء إلى بنك إسلامي، ومن بينها الإيجار إلى حين، ولعلك ترى من لطائف ربك ورحماته ما لم يكن يخطر لك على بال. والله تعالى أعلى وأعلم.

___________________

(1) أخرجه الدينوري في «المجالسة وجواهر العلم» (1/124) حديث (727) من قول العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه.

تاريخ النشر : 26 ديسمبر, 2017
التصنيفات الموضوعية:   05 النكاح, 06 الطلاق, 12 فتاوى المرأة المسلمة

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend