زواج المسلم من النصرانية

أنا طالبٌ أدرس في أوربا، تزوجتُ مسيحيَّة، تم عقد الزَّواج في المسجد، تزوَّجتُ دون علم والدي، هل ذلك حرام؟ وقد فعلت كلَّ ذلك لمنع الحرام.

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصَّلاة والسَّلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أمَّا بعد:
فقد أحلَّ اللهُ الزَّواج بالمحصنات من أهل الكتاب(1)، والمحصنات هن العفيفات عن الزنى، وأهل الكتاب هم اليهود والنصارى، واستئذانك لأبيك في هذا من جنس البر وحسن الصِّلة ولكنه ليس شرطًا في صِحَّة عقد النِّكاح.
ولكن نصيحتنا يا بني أن تكون على حذرٍ! فإن الزَّواج بالكتابية في هذا الزَّمان يترتب عليه من المخاطر على الذُّرِّيَّة ما لم يكن يترتَّب عليه فيما مضى، لقد كان الزَّواج بهن يتمُّ داخل بلاد الإسلام التي تتفيؤ ظلال العدل الإلهيِّ وتحكمها شريعة الله ، أما اليوم فأنت تعيش داخل بلاد القوم، وتحكمك فيها شرائعهم، وعند النِّزاع ستُحرم من حضانة الذُّرِّيَّة، بمقتضى ترسانة من القوانين أُعِدَّت خصيصًا لحماية المرأة! وستنشئهم أمُّهم على ما تدين به من الكفر والشِّرك، فتُفسد عليهم آخرتهم، وكفى بذلك خسرانًا ووبالًا!
على كلِّ حالٍ نحن نُذكِّرك بهذا لتهتم بزوجتك وتكون أمامها مثلًا طيِّبًا للأمة والملة، فعسى أن يرزقها اللهُ الهدايةَ على يديك، فتؤمن بذلك مستقبلها ومستقبل ولدك منها، وما ذلك على الله بعزيز! زادك اللهُ حِرْصًا وتَوْفيقًا، واللهُ تعالى أعلى وأعلم.

________________

(1) وشاهد ذلك قوله تعالى: ﴿وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ﴾ [المائدة: 5].

تاريخ النشر : 26 ديسمبر, 2017
التصنيفات الموضوعية:   05 النكاح

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend