استفساري من حضرتك عن الحديث الذى يقول: «كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ»، إذا قمت بالزَّواج من امرأة أجنبية أرملة، وهي- والحمد لله- أسلمت الآن ولديها ولدان وبنت ما بين عشرة أعوام إلى أربعة عشر عامًا، هل أكون مسئولًا عن أولادها؟ وهل يكون أطفالها من رعيَّتي؟ وهل سوف أُسأل عنهم يوم القيامة؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فإذا كان الأولاد في نفقتك ويُقيمون معك فأنت مسئولٌ عنهم، أما إذا كانوا لا يُقيمون معك ولا ولاية لك عليهم فلست بمسئولٍ؛ لأنك لا تملك ذلك ولا تستطيع، وربُّك لا يُكلِّف نفسًا إلا وُسعها(1)، اللَّهُمَّ إلا المسئوليَّة العامَّة التي يشترك فيها المسلمون جميعًا، لاسيَّما أن ثقافة هذه المجتمعات تحول دون إكراه الأولاد على ما لا يُريدون، سواء أكان معتقدًا أم ثقافة، ودون ذلك ترسانة من القوانين، أما حق النَّصيحة فهو مبذول لمن تقبَّل النَّصيحة فوق كلِّ أرض وتحت كلِّ سماء(2). واللهُ تعالى أعلى وأعلم.
____________________
(1) قال تعالى:﴿لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ﴾ [البقرة: 286]
(2) فقد أخرج مسلم في كتاب «الإيمان» باب «بيان أن الدين النصيحة» حديث (55) من حديث تميم الداري رضي الله عنه ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «الدِّينُ النَّصِيحَةُ». قلنا: لمن؟ قال: ««لله وَلِكِتَابِهِ وَلِرَسُولِهِ وَلِأَئِمَّةِ الْـمُسْلِمِينَ وَعَامَّتِهِمْ»».