رد الخاطب لفرق السن الصغير بينه وبين المخطوبة

أنا أريد أن أتقدم لخطبة فتاة أنا أكبرها بعامين فقط، وهي ذات خلق ودين وجمال ونسب وذات علم، والكمال لله وحده، وأهلي موافقون جدًّا، ولكنها مترددة هي وأهلها في قبولي بحجة أن فرق السن بيننا بسيط، ويمكن أن يسبب مشاكل في المستقبل على أساس أن الفتاة تكبر بسرعة، وتظهر أكبر من الرَّجُل، وهذا حسب اعتقادهم يؤدي إلى فشل الزَّواج. وثانيًا: تخاف من كلام النَّاس أن يتحدثوا أنها تزوجت رجلًا أصغر منها سنًّا على أساس أنني سوف يروني أصغر سنًّا مما يسبب لها عقدة نفسية، وبذلك لا تستطيع إسعادي على أساس أنها ليست سعيدة، مع العلم وبشهادة أهلها أنني رجل ذو خلق ودين ومتعلم ومن أسرة طيبة المعشر والحمد لله، وأرجو أن توجه لها ولأسرتها رسالة خاصة. حفظكم الله.

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فإننا نحمد الله تعالى أن جعل لنا نورًا نمشي به في النَّاس، إن صاحب الرسالة ﷺ يقول: ««إِذَا جَاءَكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ دِينَهُ وَخُلُقَهُ فَزَوِّجُوهُ، إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ»»(1). ولا ترد الأمور الشَّرعية بمثل هذه الوساوس، إن المسلم يستخير ربه فيما يهم به من الأمور ثم يمضي، فإن كان خيرًا يسره الله، وإن كانت الأخرى صرفه، وقد تزوج النبي ﷺ بمن تكبره وبمن تصغره؛ ليدل على أصل المشروعيَّة(2)، وفارق السن الذي بينكما مناسب شرعًا وعرفًا. والله تعالى أعلى وأعلم.

__________________

(1) متفق عليه.

(2) كزواجه ﷺ بأمنا خديجة ل، فكانت تكبره ل، وكذلك أمنا عائشة  فكانت تصغره ﷺ.

تاريخ النشر : 26 ديسمبر, 2017
التصنيفات الموضوعية:   05 النكاح, 12 فتاوى المرأة المسلمة

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend