دعاء المرأة للفاسق بالهداية والزواج به

هل يجوز للمرأة أن تدعو الله تعالى أن يُصلح رجلًا فاسقًا ويُزوِّجها إيَّاه؟ هل يُعتبر هذا الدُّعاء من الاعتداء في الدُّعاء؟ وهل يغضب الله {#emotions_dlg.azz} من هذا الدُّعاء؟ علمًا بأن هذا الرَّجُل يُحافظ على الصَّلاة ولكنه يُصاحب النِّساء في عمله باعتبارهن زميلات.

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فليس هذا من جنس الاعتداء في الدُّعاء؛ فإن قلوب العباد بين إصبعين من أصابع الرحمن يُقلِّبها كيف يشاء(1)، وطلب الهداية للنَّفس وللغير مشروع، ولكن أرجو أن تغضَّ صاحبة السُّؤال طَرْفها، وأن تذكر قولَ الله تعالى: ﴿وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ ﴾ [النور: 31]، ونُذكِّرها بأن:

  • كل الحوادث مبدؤها من النَّظَر
  •  ومعظم النَّار من مستصغر الشَّرر(2)

 

ونسأل اللهَ أن يُلهمها رشدها، وأن يختار لها ما يعلم أنه أصلح لها في دينها ودنياها، وننصحها بأن يكونَ دعاؤها في مثل هذه المواقف الملتبسة على هذا النحو: اللَّهُمَّ إن الأمر عندك وهو محجوبٌ عني ولا أعلم أمرًا أختاره لنفسي فكن أنت المختار لي. واللهُ تعالى أعلى وأعلم.

_______________

(1) فقد أخرج مسلم في كتاب «القدر» باب «تصريف الله تعالى القلوب كيف شاء» حديث (2654) من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص ب أن النبي ﷺ قال: «إِنَّ قُلُوبَ بَنِي آدَمَ كُلَّهَا بَيْنَ إِصْبَعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ الرَّحْمَنِ كَقَلْبٍ وَاحِدٍ يُصَرِّفُهُ حَيْثُ يَشَاءُ». ثم قال رسول الله ﷺ: «اللَّهُمَّ مُصَرِّفَ الْقُلُوبِ صَرِّفْ قُلُوبَنَا عَلَى طَاعَتِكَ».

(2) البيت من بحر البسيط. انظر «روضة المحبين ونزهة المشتاقين» لابن قيم الجوزية ص130.

تاريخ النشر : 26 ديسمبر, 2017
التصنيفات الموضوعية:   05 النكاح, 12 فتاوى المرأة المسلمة

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend