حول مدى اعتبار الجماع بدون نية الرجعة رجعةً

حلفت بالطلاق على ألَّا أذهب إلى شخص معين في بيته مرة أخرى. ثم ذهبت إليه عدة مرات. والأسئلة هي:
السؤال الأول: أعرف أن هذه الصيغة في الحلف لا تدلُّ على التكرار، ولكن المشكلة في النية أنني لا أفهم معنى التكرار في النية؛ حيث إني لا أتذكر أنني قلت في نيتي: كل ما أذهب إليه يحدث طلاق. فهل إذا كانت نيتي ألا أذهب إليه نهائيًّا طوال حياتي، هل هذه النية تدلُّ على التكرار؟
السؤال الثاني: هل الجماع في العدَّة بدون نية الرجعة لعدم علمي بوقوع الطلاق يُعتبر رجعة؟ لأن العدة انتهت من فترة.
السؤال الثالث: أنا ليس لدي القُدرة على الأخذ بالفتاوى؛ لخوفي الشديد من حدوث شيء لا أتذكره يكون وقع به الطلاق، وأنا في تفكير وتحليل دائم لهذه الفتوى في كل لحظة. فماذا أفعل لكي أتخلص من كل ذلك؟
أرجوك تفسير ذلك لي لكي أستريح من هذا العناء. وجزاكم الله خيرًا.

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فهذه الصيغة كما ذكرت لا تدلُّ على التكرار، والأصل هو بقاء العصمة، ولا تزول بالشكِّ أو بالتردُّد، فلا تُكثر التعمُّقَ في هذا الباب، وتفتح على نفسك أبوابًا من الوساوس والهواجس أنت في غنى عنها.
أما سؤالك حول مدى اعتبار الجماع بدون نية الرجعة رجعةً أم لا؛ لأنك لم تكن تعلم بوقوع الطلاق- فهذا يقتضي منك أن تقصَّ علينا قصة هذا الطلاق الذي احتسبته على نفسك ولم تكن تعلم بوقوعه.
وعلى كل الحال إن الاعتداد بمثل ذلك في الرجعة موضعُ نظر، وفي مسألتك يحمل على اعتباره رجعة، رغبة في استقرار الأوضاع، وعدم تعريض العقود للبطلان متى امتهد سبيل شرعي إلى تصحيحها.
أما سؤالك الثالث فنصيحتي لك ألا تُكثر القفز بين المفتين، وألا تتسوق الفتاوى كما تتسوق السلع. اختر لنفسك من تثق في دينه وعلمه من أهل الفتوى، وسله عما يعرض لك، والزم فتواه، تخرج من هذا الشقاء.
أسأل الله أن يحملك في أحمدِ الأمور عنده وأجملها عاقبة. والله تعالى أعلى وأعلم.

تاريخ النشر : 26 ديسمبر, 2017
التصنيفات الموضوعية:   05 النكاح, 12 فتاوى المرأة المسلمة

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend