حول فحص تشوُّه الجنين وإسقاطه

تقدمة السؤال:
فحص ماء السَّلَى: هذا الفحص يُجرَى عند الحامل في الأسبوع (16- 18)؛ وذلك لفحص ما إذا كان الجنين مشوَّهًا. لكن سلبيَّات هذا الفحص:
أولًا: قد يسبب خطرًا على حياة الجنين؛ لأن الماء يؤخذ من الماء المحيط برأس الجنين.
ثانيًا: يُجرَى بعد (16- 18)أسبوعًا من الحمل.
أما إيجابياته فهو مجاني أو بتكلفة رمزيَّة نسبيًّا لـ«فحص الدم البديل».
وبديله «فحص الدم البديل» عن طريق أخذ عيِّنة من دم الحامل، وإرساله إلى مختبرات متطورة، من أجل معاينة صحة الجنين.
ومن إيجابيات الفحص هو:
أولًا: لا يشكل خطرًا على الجنين؛ لأنه يأخذ عينة من دم الحامل وليس من ماء الرأس.
ثانيًا: يُجرَى الفحص في الأسبوع (10- 11) وليس في الأسبوع (16) من الحمل.
أما سلبياته: تكلفة الفحص باهظة جدًّا نسبيًّا لفحص «ماء السَّلَى»، وتصل التكلفة تقريبًا إلى 2500 دولار.
السؤال:
• هل يجوز إجراء «فحص الدم البديل» أو «فحص ماء السلى» آنفي الذكر، أو كليهما؟
• وهل يجوز الإجهاض في حال أن نتيجة «فحص الدم البديل» في الأسبوع (10- 11) أو «فحص ماء السَّلَى» في الأسبوع (16- 18) آنفي الذكر تُبيِّن أن الجنين مشوهٌ؟
• ما هي الشروطُ في إجهاض الجنين المشوه في الأسبوع (10- 12) استنادًا إلى «فحص الدم البديل»؟
• وما هو موقف الشرع من «فحص الدم البديل» ونتائجه؟ ومن «فحص ماء السلى» ونتائجه؟ بوركتم، وجزاكم الله خيرًا.

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فإذا اكتشف التشوه في الجنين قبل بلوغه أربعة أشهر وكان التشوُّه بالغًا بحيث يجعل حياة الطفل سلسلة موصولة من المعاناة الحادة فإنه يجوزُ إجهاضه في هذه الحالة؛ وذلك بعد استنفاد كل الوسائل المتاحة لعلاجه.
أما إذا لم يكتشف التشوه إلا بعد ذلك فلا يجوز إجهاضه، إلا إنقاذًا لأمه من هلكةٍ محققة، فإنه إذا تعارضت حياة الجنين مع حياة أمه قُدِّمت حياة أمه على حياته؛ إذ لا يضحى بالأصل من أجل الفرع.
وقد صدر قرار المجمع الفقهي برابطة العالم الإسلامي حول هذه القضية، ونصُّه ما يلي:
يجوز إسقاطُ الجنين قبل مُضيِّ 120 يومًا إذا ثبت بلجنةٍ طبية أنه مشوَّهٌ خلقيًّا، وأن ذلك سيؤدي إلى أن تكون حياتُه سيئةً وآلامًا على أهله، ولا يُجوِّز ذلك إسقاطَه بعد ذلك ولو كان مشوهًا، ما لم يكن بقاؤه خطرًا مؤكدًا على حياة الأم فيجوز حينئذ إسقاطُه ولو كان غير مشوه.
وفي ضوء ما سبق يُعلم الإجابة عن السؤال. والله تعالى أعلى وأعلم.

تاريخ النشر : 26 ديسمبر, 2017

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend