حول شرعية الخطبة والشبكة

تقدم شاب لخطبتي وأنا حديثة عهد بتديُّن، ومعلوماتي الدينية محدودة، فقال لي: إن الخطوبة والشبكة ليست من الدين. فهل هذا الكلام صحيح؟

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فإن هذا الكلام مجمَل؛ فإن قصد به أن المغالاة في مراسم الخطبة وقيمة الشبكة ليست من الدين؛ لما يترتب على ذلك من تزهيد الراغبين في العفاف من الشباب ويوصد أبوابه أمامهم، فهذا ملحظ صحيح، وإن قصد أن الجمود عند تقاليد بيئية معينة، وإلزام الناس كافة بها، وتقديسها كما تقدس التكاليف الشرعية، والإنكار على من خالفها مهما كانت مسوغاته، فهذا ملحظ صحيح كذلك.
أما إن قصد بها أن الدين يلغي التهادي بمناسبة الأعراس، ويوجب القفز إلى العقد والزفاف مباشرة بلا توطئة ولا مقدمات، ويجعل هذا ثابتًا من ثوابته، فلا خطبة، ولا تعرف على المخطوبة، ولا تزاور مع أهلها إلا للعقد والبناء- فهذا غلو غير مقبول.
وهب أن ظروف أحد الخطاب الخاصة تقتضي ذلك، فليس له أن يجعل هذا شريعة عامة يلزم بها الناس كافة، فأصل التهادي مشروع، ويتأكَّد بين المقبلين على الزواج تدعيمًا للمودة، وتأكيدًا لأواصر المحبة، وإنما يُذَم من ذلك الغلو والسَّرَف.
وما اعتاده الناس من بعض العوائد بمناسبة الخطبة؛ كتزاور العائلات، وتقديم الهدايا، وإقامة حفل عائلي ونحوه، إذا لم يشتمل على محرم وكان في حدود الوسع والطاقة؛ من الأمور السائغة، ولا ينبغي أن يقحم الدين لا لفرضه ولا لرفضه! وفَّق الله الجميع لما يحبه ويرضاه. والله تعالى أعلى وأعلم.

تاريخ النشر : 26 ديسمبر, 2017
التصنيفات الموضوعية:   05 النكاح, 12 فتاوى المرأة المسلمة

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend