أنا إمام في إحدى مدن الجزائر، لي صديق عمره 30 سنة، عرف الآن أن أمه التي ينتسب إليها وأباه الذي يحمل اسمه ليسا والديه، وإنما أمه الحقيقية أخته (س)، وكانت قد زنت مع رجل وحملت منه وحينما وضعت ولم يتزوج بها سجل الولد باسم الجد والجدة. وصار يعتقد أن أمه هي أخته، وهذا مسجل في السجل الرسمي وفي الدفتر العائلي، واليوم حاول أبوه الحقيقي أن يُصلح الوضع وينسبه إليه بدل أن ينسب إلى الجد، وهذا تبنٍّ محرم شرعًا، لكن يجد هذا الصديق صعوبة نفسية كبيرة؛ كيف يفضح نفسه بين الناس ويغير اسمه وتعرف قصته؟! وأمه الحقيقية ( أخته س) قد تزوجت ثم أنجبت ثم توفيت من سنة. فهل يكفي أن ينسب الولد لأبيه من غير تغيير في الوثائق أم لابد من تغيير الوثائق وما لذلك من مفاسد لا تحصى؟ وهو الآن يتعذب نفسيًّا من المشكلة فما بالك يوم يعلم بها الناس؟! أفيدونا أفادكم الله.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
لا يخفى أن ما حدث من تبَنٍّ قد تم على خلاف أمر الله ورسوله، وإصلاح الوضع يكون في حدود الممكن، ووالده الطبيعي إذا استلحقه ولم يصرح أنه من الزنى ألحق به، وإذا لم يتسن إثبات ذلك في الوثائق الرسمية فيكفي شيوعه بين الناس.
مع التأكيد على أن ما دُوِّن في الوثائق الرسمية على خلاف الواقع لا يُحل حرامًا، ولا يحرم حلالًا، ولا يثبت حقًّا شرعيًّا، فإن الحلال ما أحله الله ورسوله والحرام ما حرَّمه الله ورسوله، والحق ما أحقه الله ورسوله. والله تعالى أعلى وأعلم.