حدود طاعة المرأة لزوجها

لقد سألتُك قبل ذلك عن حدود طاعة المرأة لزوجها، فأجبتَني بأنه يجب عليها طاعتُه بما لا تعصي فيه الأوامرَ الإلهية ولا يَشُقُّ عليها، ولكن هل له أن يُجبرها مثلًا أن ترفعَ يديها كلما أرادت أن تتكلَّم، فذلك لا يَشُقُّ عليها جسديًّا بالإضافة إلى أنه لا يوجد فيه معصيةٌ لله؟ فهل حدود الطَّاعة هي مُطلَقة ضمن مظلَّة عدم معصية الله؟ وهل له أن يُجبرها مثلًا على زيارة أقاربه، وإذا لم تُنفِّذ أوامره يكون الحكم النشوز؟

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فإن الأمرَ كما ذكرتُ لك سلفًا، يجب على المرأة طاعةُ زوجها فيما لا يُعَدُّ معصيةً لله عز و جل ، ولا يَشُقُّ عليها طاعتُها فيه، وقد ضربت مثالين: أما أحدهما وهو ما تعلَّق برفع اليدين عند الكلام فلا يظهر للزَّوْجِ مصلحةٌ خاصَّة في ذلك، فإن كان يشقُّ عليها فإن لها أن تستسمح زوجَها وأن تُبيِّن له أن ذلك مما يشقُّ عليها، وأما الآخر وهو زيارة أقاربه فإن المصلحة الشَّرْعيَّة في ذلك ظاهرة، فينبغي أن تُطيعه فيه ما استطاعت؛ لأن هذا من جنس صلة الرحم، وهي من أجلِّ القربات، فتلزمها إعانتُه على ذلك، وأن تُطيعه فيه ما استطاعت، فإن شقَّ عليها من ذلك شيءٌ رجعنا إلى نفس القاعدة.
وينبغي أن يأتمر الزَّوجان في مثل ذلك بالمعروف، وأنه ليس بالحدود ومقاطع الحقوق وَحْدها تقوم العلاقات وتُبنى المودَّات، فإن هناك النبل والمروءات ومكارم الأخلاق. ونسأل اللهَ أن يقذف المحبة بينكم والهدى في قلوبكم. واللهُ تعالى أعلى وأعلم.

تاريخ النشر : 26 ديسمبر, 2017
التصنيفات الموضوعية:   05 النكاح, 12 فتاوى المرأة المسلمة

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend