حب امرأة رجلا غير زوجها

لي صديقة متعلِّقة جدًّا بشابٍّ على الرغم من زواجها، وتحدِّثه بالهاتف وتراسله، وهو أيضًا متزوِّجٌ، ودائمًا تبكي لفراقه وبُعدِه عنها، ودائمًا أقدِّم لها النُّصح بالابتعاد عنه وتركه في حاله، حتى إنها أصبحت الآن تُشبِّهني به، وأَصبَحَتْ متمسِّكةً بي لأني أتحدث معها بنفس طريقته، وهذا صار يضايقني كثيرًا لأني أذكرها بمعصيةٍ، ولكن واجبَ الصحبة وعهدنا على الوفاء كي نلتقي في ظلال الرحمن وكي لا نتخلَّى عن بعضنا البعض يُرغمني على أن أبقى بجانبها.
ماذا نفعل حتى نتخلَّص من هذا التعلُّق الشديد بغير الله، والذي يزيد من حزني أكثر هو أننا درسنا علم الشريعة، وهذا الأمر يسيء لدراستنا كثيرًا، لأننا لم نكن أهلًا لحمل علم الشريعة ولم نكن القدوة الحسنة، فوالله إن هذا الأمر يؤرِّقني كثيرًا وأدعو الله ليلَ نهارَ أن يُخلِّص صديقتي من هذا البلاء وهذا الهوى المضلِّ عن طريق الله.
مع ملاحظة أن الاثنين يخافان الله ويحاولان أن يبتعدا عن بعضهما البعض ولكن صلة القرابة بينهما وعدم مبالاة زوجها بها هما السبب، ودائمًا ما يتَّفقان على التوبة ويعودان لرؤية بعضهما البعض مرةً أخرى، وهي تدعي أنه هو الوحيد الذي يفهمها ويشعر بها. وهي لا تطيق أن يُصابَ بأيِّ أذًى، ولو علمت بإصابته بمرضٍ بسيط تبكي عليه بالساعات دون وعيٍ. وأنا صابرة كثيرًا عليها وأدعو لها بالهداية والرشاد، وأن تعود إلى صوابها رغم إهانتها لي عندما أحاول إرشادها ونهيها.
وحرصي الشديد على الشريعة وحامليها وعلى ألا نسيء لها بمثل هذه الأمور جعلني أسألكم متمنيةً منكم أن ترشدوني وتخبروني ماذا أفعل؟ هل أبتعد عنها وأتركها لأن قلبي لم يعد يحتمل أن يكون مشاركًا لها في هذا الذنب ومُذكِّرًا لها به كلما تحدثت معي؟ أم ماذا أفعل؟

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصَّلاة والسَّلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فإن تواصل صديقتك مع هذا الشابِّ من خطوات الشيطان ومن ذرائع الفاحشة، ولا يحلُّ لها ذلك، ومهما تذرَّعت بأسبابٍ فهي أسباب واهية وحجج داحضة، وليس أمامك إلا الاستمرار في نصحها وتهديدها بالانقطاع عنها إذا أصرت على السير في هذا النفق المظلم. والصحبة الحقة تقتضي النصيحة الصادقة، كما تقتضي هجرَها في الله إذا تعيَّن الهجر طريقًا لاستصلاح أحوالها، فإنه كما يكون التلاقي في الله يكون التهاجر في الله. ونسأل اللهَ لكليكما التوفيق والسداد. والله تعالى أعلى وأعلم.

تاريخ النشر : 26 ديسمبر, 2017
التصنيفات الموضوعية:   05 النكاح, 12 فتاوى المرأة المسلمة

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend