جفاء الزوج عند جماعه زوجته

أنا أحب زوجي ولا أقصر معه، لكن للأسف أنا أكثر الأوقات لا أحس به في أثناء الجماع منذ أكثر من سنة ولا أدري ما السبب، ذهبت عند المشايخ ولكنني لم أجد حلًّا. أفيدوني جزاكم اللهُ خيرًا.

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فقد يكون إعراضُ زوجك عنك بسبب إهمالك لشأنك في بيتك، فراجعي نفسك من هذه الناحية، وتفقَّدي مواضع نظره، فلا يقع منك إلا على أحسن هيئة، ولا يشم منك إلا أجمل ريح، واحتسبي الأجر على الله عز و جل  فيما تُنفقينه من وقت في تبعُّلك لزوجك، فإن هذا بابٌ من أبواب العبودية لله عز و جل  إذا حَسُنت فيه النية(1).
كما ننصحك بأن تُصلحي ما بينك وبين الله عز و جل  يُصلح الله لك ما بينك وبين زوجك، فإنه لم يقع بلاءٌ إلا بذنب ولم يُكشف إلا بتوبة.
واجتهدي في الدعاء في أن يُؤلِّف اللهُ قلبَ زوجك عليك، وأن يرده إليك ردًّا جميلًا. واللهُ تعالى أعلى وأعلم.

_________________

(1) فقد أخرج البيهقي في «شعب الإيمان» (6/421) حديث (8743)، وابن عبد البر في «الاستيعاب» (4/1787- 1788) حديث (3233) من حديث أسماء بنت يزيد ل: أنها أتت النبي ﷺ وهو بين أصحابه فقالت: بأبي أنت وأمي، إني وافدة النساء إليك، وأعلم نفسي لك الفداء أنه ما من امرأة كائنة في شرق ولا غرب سمعت بمخرجي هذا أو لم تسمع إلا وهي على مثل رأيي، إن الله بعثك بالحق إلى الرجال والنساء، فآمنا بك وبإلهك الذي أرسلك، وإنا معشر النساء محصورات مقصورات، قواعد بيوتكم ومقضى شهواتكم وحاملات أولادكم، وإنكم معاشر الرجال فُضلتم علينا بالجُمع والجماعات، وعيادة المرضى وشهود الجنائز، والحج بعد الحج، وأفضل من ذلك الجهاد في سبيل الله، وإن الرجل منكم إذا أخرج حاجًّا أو معتمرًا ومرابطًا حفظنا لكم أموالكم وغزلنا لكم أثوابكم وربينا لكم أولادكم، فما نشارككم في الأجر يا رسول الله؟ فالتفت النبي ﷺ إلى أصحابه بوجهه كله، ثم قال: «هَلْ سَمِعْتُمْ مَقَالَةَ امْرَأَةٍ قَطُّ أَحْسَنَ مِنْ مَسْأَلتِهَا فِي أَمْرِ دِينِهَا مِنْ هَذِهِ؟». فقالوا: يا رسول الله، ما ظنننا أن امرأة تهتدي إلى مثل هذا. فالتفت النبي ﷺ إليها ثم قال لها: «انَصْرِفِي أَيَّتُهَا الْـمَرْأَةُ وَأَعْلِمِي مَنْ خَلْفَكِ مِنَ النِّسَاءِ أَنْ حُسْنَ تَبَعُّلِ إِحْدَاكُنَّ لِزَوْجِهَا وَطَلَبِهَا مَرْضَاتَهُ وَاتِّبَاعِهَا مُوَافَقَتَهُ تَعْدِلُ ذَلِكَ كُلَّهُ». فأدبرت المرأةُ وهي تهلل وتكبر استبشارًا.

تاريخ النشر : 26 ديسمبر, 2017
التصنيفات الموضوعية:   05 النكاح, 12 فتاوى المرأة المسلمة

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend