أنا فتاة أبلغ من العمر عشرين عامًا، أُريد الزَّواج من الشَّخْص الذي أحببتُه، ولقد تقدَّم لي وكان أهلي لم يعرفوا شيئًا عن العلاقة التي بيني وبينه، لكن بعد رَفْض أهلي له اضطُررت أن أقولَ لهم بأني على علاقة به وأُريد الزَّواج منه، وكانت أسبابُ أهلي: أن اهتمامه بالصَّلاة ضعيف، أنه من قبيلةٍ لا تُناسبنا، وأنه صاحب معاكسات فقط. هذه أسباب الرفض، لكنني لا أرى الأسباب مقنعة أبدًا، والحمدُ لله أنا إنسانة أُحافظ على صلاتي كثيرًا، وإن شاء الله سوف أكون حريصةً على نصحه وعلى حثِّه على الصَّلاة في جميع الأوقات، فالأصل والنسب لا يهمُّني أبدًا، فالنَّاس ربُّهم واحد ولا يُفرِّق رب العالمين بين الأنساب إلا بالتقوى، وأخيرًا إذا كان الشَّخْص صاحبَ معاكسات فإن شاء الله بعد الزَّواج سوف تتغيَّر أشياءُ كثيرةٌ في حياته، فهو لم يطلب الزَّواج مني إلا لأنه يُريدني زوجةً له، وهو مقتنع اقتناعًا كاملًا بالرغم من أنني أعرف أنه يعرف الكثير غيري لكنه اختارني من بينهن.
المهم الآن هو أن أهلي رافضون الزَّواج من هذا الشَّخْص، وأنا أُريد الزَّواج به، وهو كذلك، فماذا أفعل؟ هل أُضحِّي بحبي وأتبع أهلي، أم أتبع حبِّي وأترك أهلي؟ وشكرًا.

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فقد اتَّفق جماهيرُ أهل العلم على أنه لا نكاح إلا بوليٍّ، فلا يحلُّ لك مفارقةُ البيت والأهل والفرار مع هذا الشَّخْص مهما بلغ تعلُّقك به ومناسبته لك، وإنما تُؤتى البيوت من أبوابها(1)، ويُناقش الأهل في ذلك، ويُعطَون فُسحةً من الوقت للمراجعة والتدبُّر، لاسيما مع وجاهة بعض ما يذكرونه من أسباب الرفض كالمعاكسات وضعف اهتمامه بالصَّلاة، وقد يُستعان عليهم بشفاعة بعض الوجهاء أو الصلحاء.
وأخيرًا نقول لك: اصبري يا بنىتي، واستعيني بالصبر والصَّلاة، والزمي الاستغفار والدُّعاء، وسلي اللهَ أن يحملك في أحمد الأمور عنده وأجملها عاقبةً. واللهُ تعالى أعلى وأعلم.

__________________

(2) قال تعالى: ﴿وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِهَا وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ [البقرة: 189].