تصرف الخاطب عند رفضه

أُحب بنتًا معي في الكلية تكبرني بثلاث سنوات، ومن أول قصَّتنا وأنا أُريد الارتباطَ بها وأحكي لأهلي ولكن أهلها تقريبًا غيرُ موافقين ويُريدون تزويجها لقريبها، وهي ترفض ذلك تمامًا، وهي حافظة القُرْآن. أرجو النصيحة وجزاكم اللهُ كلَّ خيرٍ.

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فإنه يلزمك التلطُّف بأوليائها والسَّعْي في إقناعهم بقبولك زوجًا لابنتهم، مُذكِّرًا إياهم بقول النَّبي ﷺ: «إِذَا جَاءَكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ دِينَهُ وَخُلُقَهُ فَزَوِّجُوهُ، إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ».
ويُمكنك أن تتوسَّل إليهم بمن تظنُّهم أصحابَ كلمةٍ مسموعة عندهم مِن العلماء أو من الوجهاء، هذا هو السَّبيل أيُّها الموفَّق؛ لأنه لا نكاح إلا بوليٍّ كما أخبر بذلك المعصوم ﷺ.
كما لا يجوز للوليِّ أن يعضل مُولِّيتَه ولا أن يمنعها من الزَّواج من الكفء، للحديث السَّابِق، فإن اشتجروا فالسلطان وليُّ من لا وليَّ له، فيُزوِّجها القاضي أو مَن يليه في سُلَّم الأولياء بإذن القاضي وتوجيهه.
أمَّا ترك الحبل على الغارب للفتيات يخرجن عن رعاية الأولياء وسلطانهم فهذا أمرٌ لا تصلح به دنيا ولا يصلح به دين، ولا ننصحك أبدًا بتصعيد الأمور، بل امضِ في التماس الزَّواج منها بالسبل المألوفة المشروعة، ثم استخر الله مِن قبلُ ومن بعد، فإذا لم يتيسَّر أمرُها فأرجو أن يبدلك اللهُ خيرًا منها، وأن يبدلها خيرًا منك، وإن تيسَّر الأمر فالتيسير علامة الإذن.
وفَّقنا الله وإيَّاكم إلى ما يُحبه ويرضاه. واللهُ تعالى أعلى وأعلم>

تاريخ النشر : 26 ديسمبر, 2017
التصنيفات الموضوعية:   05 النكاح

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend