تزويج مدمن مخدرات

لديَّ أسئلة أرجو الرد عليها: رجل يؤدي الفروض ولديه من الخير الشيء الكثير، ويحب أهل الخير وله بعض الأنشطة في الدعوة، ولكنه مُبتلى بتعاطي نوع من المخدرات (الكبتاجون)، فهل يجوز تزويجه؟

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فلا ننصح بتزويجه حتى يحدث توبة من تعاطي هذا المخدر؛ فإن المخدرات تورد المدمنين موارد التهلكة، ولا تُؤمَن بوائق أصحابها، والزواج كما تعلم قيد، وقد شبه النبي ﷺ النساء بالأسيرات عند أزواجهن(1)، فينبغي أن ينظر كلٌّ منا أين يضع كريمته! فلعل من الرفق به والنصح له إعانته على التوبة، والتماس العلاج له لدى العيادات المتخصصة في علاج المدمنين، ثم يكون تزويجه بعد ذلك بعد أن يمن الله عليه بنعمة العافية، هذا من حيث الملاءمة والنصيحة، أما من حيث الصحة والفساد فإن تزويجه صحيح في باب العقود، فإن المعاصي لا تخرج أصحابها من الملة. والله تعالى أعلى وأعلم.

______________

(1) فقد أخرج الترمذي في كتاب «الرضاع» باب «ما جاء في حق المرأة على زوجها» حديث (1163)، وابن ماجه في كتاب «النكاح» باب «حق المرأة على الزوج» حديث (1851)، من حديث عمرو بن الأحوص رضي الله عنه : أنه شهد حجة الوداع مع رسول الله ﷺ، فحمد الله وأثنى عليه وذكَّر ووعظ ثم قال: ««اسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا فَإِنَّهُنَّ عِنْدَكُمْ عَوَانٍ»…» أي: أسيرات. وقال الترمذي: «حديث حسن صحيح».

تاريخ النشر : 26 ديسمبر, 2017
التصنيفات الموضوعية:   05 النكاح

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend