تزوج الفتاة بمن يكبرها بكثير مع معارضة الأم

أنا فتاة في الخامسة والعشرين من العمر، تقدَّم لي شخص عمره أربع وخمسون سنة، ميسور الحال، ولكن أمي لا تُريد أن تُوافق عليه أبدًا، وأنا موافقة، أحيانًا أشعر بشيء من السوء لأن صديقاتي قد يَسْخَرْن مني عندما يَرَوْننا معًا.
أنا جميلة ومتعلمة، ولا ينقصني شيء، وأشعر أن هذا الرجل سوف يُعطيني كلَّ ما أُريد، الجميع يُردِّد كلمةً واحدة بأنه سوف يموت في خلال أعوام قليلة، وقد استخرتُ عدة مرات، في مرة منها حلمتُ بأبي المُتوفَّى وقد أتى لي بجبن أبيض أُحبه جدًّا، ومرة أخرى حلمتُ بأني أشرب من ماء حلوٍ جدًّا، قد لا أطلب منك فتوى ولكنني أطلب منك نصيحة أرجوك، بارك الله فيك.

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فإن الأَوْلى أن تتزوَّج المرأة لمثلها من الرجال، ووجود التناسب في السن وفي الوضع الاجتماعي من بين أسباب نجاح العلاقات الزوجيَّة، ومع هذا فليس في الشريعة ما يمنع من الارتباط بهذا الرجل، إذا انتهت بك الاستخارة إلى هذا الانشراح الذي تذكرين، وقد تزوَّج نبيُّنا ﷺ بمن تكبره وبمن تصغره ليُبيِّن لنا أصلَ الجواز في مثل ذلك(1).
والأصل في الاستخارة أن يستخيرَ العبدُ ربَّه في أمرٍ من الأمور المباحة ثم يمضي، فإن كان خيرًا يسَّره الله، وإن كانت الأخرى صرفه، ولا يُشترط لها رؤيا خاصة يراها بعدها، أو انشراحًا خاصًّا يستشعره بعدها، وإن كان ذلك من الـمُبشِّرات.
ولكن يبقى موقف الأم، ينبغي السَّعْي لاسترضائها، وإنَّ رضاها يكون من علامات التَّيسير، والتَّيسير علامة الإذن. ونسألُ اللهَ أن يُقدِّر لك الخير حيث كان وأن يرضيك به. واللهُ تعالى أعلى وأعلم.

_________________

(1) كزواجه ﷺ بأمنا خديجة ل، فكانت تكبره ﷺ، وكذلك أمنا عائشة ل فكانت تصغره ﷺ.

تاريخ النشر : 26 ديسمبر, 2017
التصنيفات الموضوعية:   05 النكاح, 12 فتاوى المرأة المسلمة

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend