تخيل صورة امرأة أجنبية أثناء الجماع

هل يجوز لرجلٍ متزوجٍ أن يتخيلَ صورةَ امرأةٍ أجنبيةٍ في أثناءِ جماعِه زوجتَه؟ وأرجو من فضيلتكم توضيحَ هذا الحديثَ: ««إِنَّ الْـمَرْأَةَ إِذَا أَقْبَلَتْ أَقْبَلَتْ فِي صُورَةِ شَيْطَانٍ؛ فَإِذَا رَأَى أَحَدُكُمْ امْرَأَةً فَأَعْجَبَتْهُ فَلْيَأْتِ أَهْلَهُ فَإِنَّ مَعَهَا مِثْلَ الَّذِي مَعَهَا»»(1).

_________________

(1) أخرجه مسلم في كتاب «النكاح» باب «ندب من رأى امرأة فوقعت في نفسه إلى أن يأتي امرأته أو جاريته فيواقعها» حديث (1403) من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه.

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فلا ينبغي لرجلٍ متزوجٍ أن يتخيَّل صورةَ امرأةٍ أجنبيةٍ في أثناء مباشرته لأهله، بل إن هجمت عليه هذه الخاطرة بادَرَ إلى قطعِ مبادئها، وامتنع عن الاسترسال معها؛ فإنَّ هذا من خطوات الشيطان، وفيه شَبَهٌ بالزِّنى الذي حرَّمه الله ورسولُه، بل قد ذَكَرَ بعضُ أهلِ العلمِ أنه لو وَضع أمامَه كوبَ ماءٍ باردٍ ثم تخيَّلَه خمرًا واحتساه على هذا الأساس أنه يأثم بذلك.
وفرقٌ بين خاطرٍ يهجمُ عليك لا تستطيع له دفعًا، فهذا مِن حديث النفس المعفوِّ عنه، وخاطرٍ تستدعيه وتجتهدُ في استجلابِه؛ فيدخل بهذا في نطاقِ المحاسبةِ والمسئوليةِ.
والحديث المذكورُ يرشدُ فيه النبيُّ صلى الله عليه وسلم  أنَّ مَن وَقَعَ نظرُه فجأةً على امرأةٍ أجنبيةٍ فأعجبته أنه يأتي أهلَه؛ فإن هذا يُذهِب ما في نفسه، وليس فيه أنه يتخيَّل هذه المرأةَ في أثناءِ إتيانه لأهله، فما قال ذلك أحدٌ، ولا توهَّمه عاقلٌ! ونسأل الله أن يرزقنا حسنَ الفهمِ عن الله ورسوله. والله تعالى أعلى وأعلم.

تاريخ النشر : 26 ديسمبر, 2017
التصنيفات الموضوعية:   05 النكاح, 11 التوبة

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend