أحببتها ولم يحدث نصيبٌ وتزوَّجت رغمًا عنها، والآن تُحبني وأُحبُّها كثيرًا وأُريد أن تُطلَّق لأتزوَّجها، وهي أيضًا تُريدني بإصرارٍ، فماذا أفعل حتى لا يحدثَ بيننا شيءٌ حرام أو زنًى؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فما كان ينبغي لك وأنت الحريص على دينك السَّائل عما يَحِلُّ فيه وما يحرم أن تتطلَّع إلى الارتباط بها بعد أن صارت فراشًا لغيرك، وما كان ينبغي لها ذلك، وإذا كان لا يحل التصريحُ بخطبة المتوفَّى عنها زوجُها(1) فكيف يحلُّ التخطيط لتدمير حياةٍ قائمة والسَّعْي لبناءِ حياةٍ أخرى على أنقاضها؟!
هذا طريق وَعْرٌ مليءٌ بالتعاريج والمسالك الـمُحرَّمة، فخيرٌ لكلٍّ منكما أن يرضى بما قَسَم اللهُ له، وأن يُقبِل على نفسه لإصلاحها، وفيما أحلَّه الله من النَّاس من غيرها بدائل ومنادح واسعة.
أمَّا إن كانت هذه المرأةُ تخاف ألا تُقيمَ مع زوجها حدودَ الله وتخاف الكفر في الإسلام فإن لها أن تطلبَ منه الخلعَ وتتنازل له عما أنفقه عليها من مهرٍ ونحوه، فإن فعلَتْ ذلك وفارقها وخرجت من العدة صارت حِلًّا للأزواج، ويُمكنها أن ترتبطَ بعد ذلك بمن تشاء. واللهُ تعالى أعلى وأعلم.
______________
(1) قال تعالى:﴿وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا عَرَّضْتُمْ بِهِ مِنْ خِطْبَةِ النِّسَاءِ أَوْ أَكْنَنْتُمْ فِي أَنْفُسِكُمْ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ سَتَذْكُرُونَهُنَّ وَلَكِنْ لَا تُوَاعِدُوهُنَّ سِرًّا إِلَّا أَنْ تَقُولُوا قَوْلًا مَعْرُوفًا وَلَا تَعْزِمُوا عُقْدَةَ النِّكَاحِ حَتَّى يَبْلُغَ الْكِتَابُ أَجَلَهُ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنْفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ ﴾ [البقرة: 235].