ما حكم الذي يكذب بأنه رأى في المنام كذا وكذا من أجل تفادي الطلاق؟ وشكرًا.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فإن من أعظم الفرى أن يُرِيَ المرءُ عينيه ما لم تُرَ، فقد روى البخاري عن واثلة بن الأسقع: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ««إِنَّ مِنْ أَعْظَمِ الْفِرَى أَنْ يُدْعَى الرَّجُلُ إِلَى غَيْرِ أَبِيهِ، أَوْ يُرِيَ عَيْنَهُ مَا لَمْ تُرَ، أَوْ يَقُولَ عَلَى رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم مَا لَمْ يَقُلْ»»(1) وفي رواية أحمد والحاكم: «أَنْ يَفْتَرِيَ الرَّجُلُ عَلَى عَيْنَيْهِ فَيَقُولُ: رَأَيْتُ، وَلَـمْ يَرَ»(2).
وعن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «مَنْ تَحَلَّمَ بِحُلْمٍ لَمْ يُرَهُ كُلِّفَ أَنْ يَعْقِدَ بَيْنَ شَعِيرَتَيْن»(3).
فما ذكرتَه لا يحل لك مهما كانت الغاية من وراء ذلك، واستصلاح أحوال الأهل لا يكون من خلال معصية الله، فإن ما عند الله لا يُنال بمعصيته، وإنما يكون ذلك بتقوى الله فيهم، وأن تُقيمهم على أمر الله ما استطعت، وأن تُتيح لهم مِن تعلُّم العلم الشرعي ومصاحبة الفُضْليات من النساء ما تستصلح به أحوالهن. والله تعالى أعلى وأعلم.
___________________
(1) أخرجه البخاري في كتاب «المناقب» باب «نسبة اليمن إلى إسماعيل» حديث (3509) من حديث واثلة بن الأسقع رضي الله عنه .
(2) أخرجه أحمد في «مسنده» (3/490) حديث (16051)، والحاكم في «مستدركه» (4/440) حديث (8204) من حديث واثلة بن الأسقع رضي الله عنه ، وقال الحاكم: «صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه».
(3) أخرجه البخاري في كتاب «التعبير» باب «من كذب في حلمه» حديث (7042) من حديث ابن عباس رضي الله عنه .