تجديد عقد الزواج لمن علق طلاق زوجته غير المدخول بها على أمر وأوقعته

أنا فتاة معقود عليها ولم أدخل، حلف علي زوجي طلاقًا معلقًا وخالفت يمينه ونادمة على ذلك، وسألنا شيخًا فأفتانا بوجوب كفارة يمين؛ حيث إن نية زوجي هي التهديدُ وليست طلاقًا، ولكني غير مطمئنة.
هل ترى شيخي الفاضل إعادة عقد الزواج احتياطيًّا أفضل؟ أم ليس هناك ضرورة لإعادة العقد ونعمل بما أفتانا به الشيخ. ما هو رأي فضيلتكم؟ وجزاكم الله خيرًا.

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فاول ما ننصحك به هو مراجعة نفسك في علاقتك بزوجك، كيف سوَّلت لك نفسُك مخالفتَه ولما تبدأ حياتُكما الزوجية بعد؟! بل كيف سولت لك نفسُك حملَه على الإلحاح والتأكيد على ما يريد حتى اضطر إلى أن يدعم قوله بطلاقٍ معلق؟!
أرجو أن يكون هذا الموقف معلِّمًا عميقًا وبارزًا يحملك على مراجعة حساباتك في هذا، حتى لا تتعرض سفينةُ حياتكما الزوجية إلى أمواجٍ عاتية بعد الزواج.
أما بالنسبة للطلاق المعلَّق فالجمهور على وقوعِه عند وقوع المعلق عليه، وعلى هذا فتوى هيئة كبار العلماء في بلاد الحرمين، وخالف في هذا بعض أهل العلم فقالوا: إن قصدَ التهديد، ولم يقصد الطلاق، فهو يمينٌ مكفَّرة، وهو اجتهاد قال به ابن حزم وابن تيمية وابن القيم، وله حظٌّ من النظر.
فإن كان في مقدوركما بغيرِ حرج، ولا تعرُّض لقالة السوء، إعادةُ العقد، كان ذلك من جنسِ الاحتياط المحمود للدين، وإن كانت الأخرى فيسعكما اتباع هذه الفتوى، وقد تبناها مجمع فقهاء الشريعة بأمريكا. والله تعالى أعلى وأعلم.

تاريخ النشر : 26 ديسمبر, 2017
التصنيفات الموضوعية:   05 النكاح, 06 الطلاق

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend