كيف يكون التوفيق بين قول الله تعالى: ﴿إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ﴾ [النور: 32]، وبين قول الرسول لفاطمة بنت قيس حينما تقدم معاوية للزواج منها: «إِنَّهُ صُعْلُوكٌ لَا مَالَ لَهُ» ولم يأمرها بالزواج منه؟ أليس هذا عكس الآية؟ أفيدونا أفادكم الله
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فإن الفقر وحده ليس بمانع من التزويج، ولكن ولي المرأة مطالب بأن يتخير لها مَن كان أحظى لها في دينها ودنياها، فإذا تقدم لخطبة ابنتك رجلان صالحان قد استويا في الديانة والخلق: أحدهما صعلوك لا مال له، والآخر موسر، فإن الأحظى لها هو الموسر. وولاية اتخاذ القرار في شأنها أمانة عندك، وإن الله قد تعبدك بأن تؤدي الأمانات إلى أهلها، فليس بين الحديثين تعارض. والله تعالى أعلى وأعلم.