المعاشرة الزوجية أثناء فترة الاستحاضة
السؤال:
هل تجوز المعاشرة الزوجية أثناء فترة الاستحاضة؟ وجزاكم الله خيرًا.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فإن جماع المستحاضة من مواضع النظر بين أهل العلم، والصواب جوازُه مطلقًا وهو قول جمهور العلماء من
الصحابة والتابعين وأئمة المذاهب، ومن أدلتهم على ذلك:
• أن هذا الدم ليس دمَ حيض قطعًا؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «إِنَّمَا ذَلِكِ عِرْقٌ وَلَيْسَ بِالْـحَيْضَةِ»(1)،
وعلى ذلك فلا يأخذ شيئًا من أحكام الحيض.
• قوله تعالى: {فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ} [البقرة: 222] دليل على أنه لا يجب اعتزالهن فيما سواه.
• أن الأذَى الذي يحصل لمن جامع الحائض لا يحصل لمن جامع المستحاضة، فقياس جماعها على جماع الحائض غيرُ صحيح؛
لأنهما لا يستويان حتى عند القائلين بالتحريم، والقياس لا يصحُّ مع الفارق.
• أن العبادات أعظمُ حرمة من الجماع، فالمستحاضة في لزوم العبادة كالطاهر فكذلك في مسألة الجماع.
• أن أم حبيبة وحمنة رضي الله عنهما كانتا تستحاضان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم،
وكان زوج كل منهما يُجامعها، ولو كانت مجامعة المستحاضة ممنوعةً لكان ذلك معروفًا لديهما وخاصة
أنهما من أجِلَّاء الصحابة، فأمُّ حبيبة كانت زوجَ عبد الرحمن بن عوف، وحمنة كانت زوجَ طلحة بن عبيد الله.
ثم إن كثيرًا من أحكام المستحاضة مرويٌّ عن هاتين الصحابيتين الجليلتين،
ولم ينقل عنهما فيما نقل عنهما من تلك الأحكام أنه لا تجوز مجامعة المستحاضة. والله تعالى أعلى وأعلم.
___________________
(1) متفق عليه؛ أخرجه البخاري في كتاب «الحيض» باب «الاستحاضة» حديث (306)، ومسلم في كتاب «الحيض» باب «المستحاضة وغسلها وصلاتها» حديث (333)، من حديث عائشة رضي الله عنها.
يمكنكم الإطلاع على المزيد من فتاوى النكاح الخاصة بفضيلة الشيخ الدكتور صلاح الصاوي
كما ويمكنكم متابعة كافة الدروس والمحاضرات والبرامج الخاصة بفضيلة الشيخ الدكتور صلاح الصاوي