امرأة تعيش هي وزوجها أغلب حياتهما في مشاكل لأسباب تافهة، ويفكران دائمًا في نهاية المشكلة في الطلاق، بالرغم من أن المشكلة لا يمكن أن تكون تستحق الطلاق، ولكن ظنًّا منهما أنهما هكذا سيستريحان.
وكلما تقرأ سورة البقرة في أسبوع أكثرَ من مرة لا يحدث هذا، وفي الغالب تكون لا تُطيق أن يمسها زوجها، فهل من الممكن أن يكون لهذا علاقة بمس أو غيره، أم أن هذا طبيعي؟
مع العلم بأنها في الغالب أيضًا تقول: إنها تعيش معه بالعافية، ولا تعرف ما سر هذا الكره له بالرغم من أنه مقتدر ويأتي لها بكل ما تحتاجه.
فماذا تفعل؟ هل تذهب لشيخ يقرأ عليها أم ما رأيكم؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فلتكن البداءة بالأسباب العادية، وذلك بتحليل أسباب هذه المشكلة، والغوص في جذورها، والتعرف على تاريخها، ومن ثم التعامل معها كظاهرة طبيعية يمكن أن توجد بين الأزواج، ويتكاتف الجميع لاحتوائها ونزع فتيلها.
فإن أعيتنا هذه الوسائل اتجهنا إلى العلاج الروحي المنضبط، فإن العينَ حقٌّ(1)، ومس الشيطان للإنسان مما وردت الإشارة إليه في كتاب الله عز وجل (2)، ولكن كثرت الدعاوى والأدعياء في هذا الباب، واختلطت فيه السنة بالبدعة والضلالة بالهدى، ومع هذا فلن تعدم بعض الصالحين الذين يتحرَّون الصواب ويجتهدون في متابعة السنة، فإن تيسر لك أحدٌ من هؤلاء فلا حرج أن تذهب معها إليه ليشخص حالتها، فإن كانت من هذا القبيل تولى علاجها أو أرشدك إلى من يتولى ذلك، وإلا لازمت الأسباب العادية المشروعة، واجتهدت في الدعاء.
واعلم أن اليسر مع العسر، وأن الفرج مع الكرب. ونسأل الله أن يجعل لهما فرجًا ومخرجًا. والله تعالى أعلى وأعلم.
________________
(1) متفق عليه؛ أخرجه البخاري في كتاب «الطب» باب «العين حق» حديث (5740)، ومسلم في كتاب «السلام» باب «الطب والمرضى والرقى» حديث (2187)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه .
(2) قال تعالى: ﴿الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ﴾ [البقرة: 275].