الزواج من غير رضا أهل الزوجة

أنا شاب (30سنة) خاطب منذ حوالي سنة ونصف، وحدث خلال فترة الخطبة مشاكل كثيرة جدًّا وأخطاء مشتركة بيني وبين أهل خطيبتي 19 سنة، حتى صار الأمر إلى ما يشبه القطيعة بل العداء، وسبب المشكلة أنني لم أخبر أباها بأن لي مادتين في البكالوريوس، لم أكذب حيث سألني: متى تخرجت؟ قلت: أنا مواليد سنة كذا. فقال: يعنى بينكم 10 سنين فرق، ولم يفتح الموضوع بعدها، لكن خطيبتي كانت على علم، وهي التي طلبت مني ذلك، وقالت لي: باقي على امتحانك شهرين وبس، وأنا في أولى كلية الطب، فأجِّل الموضوع إلى أن تقوم بامتحانك، فوافقتُ وبعد أسبوع من الخطبة أصررت أن أُعِلم أباها حتى وافقتني بعد عناء، وقبل إخباره بيوم عرف بالخبر وغضب- ومن حقه- لكني شرحت له الأمر، واعتذرتُ له حتى قبل اعتذاري بعد شرحي للأمر، وأصر على أن أذهب إلى بيته لزيارة خطيبتي. وقلت له: لو أنك ما زلت غضبان لن آتي البيت، قال: خلاص، وجلسنا في بيته أكثر من ساعة وعاتب بنته أمامي وخرجت من عنده والموضوع محلول، وبعد ربع ساعة اتصل على التليفون المحمول وقال لي: لا تغضب مني ولا تخبر أهلك بوجود مشكلة وتصافينا تمامًا.
بعد يومين قرر أن يفسخ الخطبة بلا أي مقدمات، وأرسلت أهلي وتماديت في إرضائه أنا وأهلي وخطيبتي، ولكن بلا جدوى، ولكني أنا وخطيبتي أصررنا على إتمام الزواج حتى لو كان آخر يوم في عمرنا، وقام أهلها بإرجاع الذهب الخاص بالخِطبة، ودخلت ناس للصلح بعدما استحالت حياة خطيبتي مع أهلها، وتركت منزلها وذهبت لإحدى صديقاتها، ثم رجعت إلى بيتها مرة أخرى، ومارس أبوها معها أشد ألوان العذاب النفسي والبدني وسحب ملفها من الجامعة وقال لها: يا أنا يا هذا الشخص. قالت: لا تظلمني يا أبي أنا أريدكما أنتما الاثنين، ولما وجد عدم الفائدة من هذه الأفعال، قال لها: لو لم تتركيه وقلت هكذا للناس فسوف أطردك من البيت عند أخوالك، وفعلا طردها أكثر من شهر، ولما عرف ناس من أصدقائه ذلك تحدثوا معه وأقنعوه بإرجاع ملف بنته إلى الكلية، فبلغها أنه مستعد يرجع الملف لو لم تتصل بي نهائيًّا وتنساني من حياتها، فرفضَتْ، وقالت: لا أريد أن أتعلم.
المهم أرجع ملفها ورجعت الجامعة ولم تنجح في مادتين، وهي طالبة بكلية الطب وأنا مهندس، وبفضل الله ميسور الحال، ولي عملي الخاص بي، وبعد تدخل الناس أصر أني أجهز بنته وتخرج من بيته بملابسها على غير اتفاقاتنا وقال لي: (هشربها لك)، وأنا وكل أهلي نرفض هذا الوضع؛ لأننا لم نعمل عمله مع بعض، وأنا لا أقبل أنها تخرج من بيتها بذلك الوضع؛ لأنها فضيحة، ليست المشكلة عندي مادية بس سيرتنا على كل لسان، حاليًا خطيبتي في بيت أبيها من 5 أشهر يعاملها كالغريبة، ليس لها مصروف أو أي طلبات مثل باقي أخواتها، فقط يصرف على تعليمها مع إظهار التضرر لها ويحاسبها حتى على المواصلات بالمليم، وقال لها: أنت لا تلزمينني، أنا لا يمكن أوافق على الجواز لو دفنتموني وأنا حي، تريدين أن تتزوجي منه من بكرة أو تعيشين في الحرام براحتك، أنت عندي ميتة. مضى على هذا الوضع خمسة أشهر ويستحيل أن أقوم بإرسال أية واسطة له أو أوافق على شروطه التي قالها من سنة، والتي أنا متأكد من أنه لن يوافق على تركها.
قررنا الزواج بدون أهلها؛ لأن أبوها ظالم، وباقي عائلته عندما عاتبوه على ذلك قال: لا أحد يطعمني من ماله، أنا حر في بنتي، ولا أحد من عائلتها يقدر يأخذ أية خطوة من غيره؛ لأن له فضلًا عليهم جميعًا مع العلم بأني لن أتخلى عنها ما حييت، ولن أقبل بأن أذل نفسي له، أو أقبل بشروطه، ولو في آخر يوم في عمري، وسأعطيها كل حقوقها من شبكة أو مقدم أو مؤخر بما يرضي الله تعالى، ولن أمنعها من بر أهلها بعد الزواج، غير أني لن أذهب إليهم، ولن يدخل أي أحد منهم بيتي. الآن أنا أسأل عن شرعية الزواج بهذه الظروف علمًا بأنه لا يوجد أي سبيل أو أفق أو نية للصلح من الطرفين رغم مرور الوقت.


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فرغم تعاطفي مع موقفك وتألمي لما أصابك، إلا أنني لا أنصحُك بالمضي في الزواج رغمًا عن الأهل، وفي غيبة منهم، إلا إذا لجأت إلى جهة شرعية ترتِّب لك ذلك، كالمحاكم الشرعية داخل بلاد الإسلام أو المراكز الإسلامية خارجها؛ لأن الولي يا بني من أركان النكاح عند جمهرة أهل العلم، فإذا عضل الولي ابنتَه ومنعها من الزواج من الكفء فعندئذ يأتي قوله صلى الله عليه وسلم: «فَإِنِ اشْتَجَرُوا فَالسُّلْطَانُ وَلِيُّ مَنْ لَا وَلِيَّ لَهُ»، فأرجو ألا تحيد يا بني عن هذا المنهج، وسيجعل الله لك فرجًا ومخرجًا، وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا [الطلاق: 2]. والله تعالى أعلى وأعلم.

تاريخ النشر : 30 يناير, 2012
التصنيفات الموضوعية:   05 النكاح

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend