شيخنا الفاضل، أنا متزوج وعندي طفلان إلا أنني أُريد الزواج من فتاة، وأنا أعمل في أمريكا ومعي زوجتي وأولادي، علمًا بأن الفتاة التي أريد الزاوج منها تقيم في مصر، وأنا لا أستطيع أن أتزوجها بطريقة رسمية موثقة؛ لأن هذا سيؤثر على موقفي القانوني بالنسبة للحصول على الجنسية، فهل يجوز أن أعقد عليها بطريق شرعية تتوفر فيها كل شروط عقد النكاح من مهر وموافقة الولي والشهود وإعلان، وعندما أعود إلى مصر أقوم بتوثيق العقد؟ وجزاكم الله خيرًا.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فإن ما تتحدث عنه هو ما اصطلح على تسميته بالزواج العرفي، وهو زواج استكمل جميع مقوماته إلا أنه لم يفرغ في الوثائق الرسمية، والتوثيق القانوني لعقد الزواج ليس من أركان العقد، ولا من شرائط صحته، وإن كان أمرًا جوهريًّا للمحافظة على الحقوق، والمنع من التجاحد عند التنازع، وقد جاء في وثيقة مجمع فقهاء الشريعة للأحوال الشخصية بشأن الزواج العرفي ما يلي:
• الزواج العرفي هو الزواج الذي لم يثبت في وثيقة رسمية، وتوثيق الزواج ليس من أركانه ولا من شرائط صحته، ولكن ينبغي الحرص عليه، ولولي الأمر سلطة الإلزام بتوثيقه وتعزير من يخالف ذلك حفظًا للحقوق، ومنعًا من التَّجاحُد عند التنازع؛ فإن استوفى الزواج العرفي أركانَ الزواج وشروطه وخلا من موانعه كان صحيحًا، وإن تخلف شيء من ذلك كان باطلًا أو فاسدًا بحسَبِ الأحوال.
ونصيحتنا لك بالاستشارة والاستخارة قبل هذه الخطوة؛ فإن لها ما وراءها من الالتزمات والتبعات، مع وجود هذا التباعد في المسافات. أسأل الله أن يحملك في أحمد الأمور عنده وأجملها عاقبة. والله تعالى أعلى وأعلم.