أنا كنت أحب بنتًا، وتقدمت لها، وأهلها رفضوني؛ لأنها أغنى مني، وزوجوها غصبًا عنها، وبعد شهرين طُلِّقت، وأهلها اقتنعوا أنني فعلًا أحبها ووافقوا عليَّ.
المهم، البنت رفضتني، وأخفت عني سبب رفضها، فيئست وخطبت بنتًا ثانية، لكنني ما زلت أحب الأولى وهي تحبني، واعترفت لي بالذي عَمِلَتْه، واعترفت لأمها، فالبنت غلطت مع شخص ومع الذي كان زوجها، هو ضعف منها، وغصب عنها أنها عملت ذلك، وندمت واعترفت أنها ضعفت، ولن تكرر ذلك ثانية.
أنا لا أدري: هل لو كملت معها أكون ظلمت البنت التي خطبتها؟!
مع العلم بأنني باستمرار أنصحها، ولم أكن أقصر معها في أية حاجة، وأنا أتمنى أن أعمل حاجة أساعدها بها.
يا ليتكم تقولون لي: ماذا أفعل؟ لا أستطيع أن أتأقلم مع أحد غيرها؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فإن الخطبة وعدٌ غير ملزم بالنكاح، فمن الناحية الفقهية البحتة لا تثريب عليك في العدول عنها إذا وُجد مقتضٍ لذلك، كما لو كان قلبك منصرفًا عنها، وتخشى ألا تُقيم معها حدود الله، فإن قبلت نفسك بالرجوع إلى مخطوبتك الأولى رغم ما كان منها، ورغم تكراره، وآنست منها صدق توبتها، واتسع قلبك للصفح عنها، وقبول الارتباط بها، فأنت وشأنك؛ فإن التوبة تَجُبُّ ما قبلها.
ولكن نصيحتي لك هي أن تتناسى هذه العلاقة القديمة، وقد بُنيت على غير أساس شرعي، وأن تستمر فيما أنت فيه من خطبة، فإنني أخشى أن يعاودك الشك في هذه المرأة، وتقول لنفسك: إن من اجترأت على الفاحشة مرتين يمكن أن تجترئ عليها مرة أخرى، وإنه لا أمان لها.
فتعيش محترقًا بنيران الشكوك والهواجس، ولعل الله أن يريك من مخطوبتك الحالية ما تقرُّ به عينك. والله تعالى أعلى وأعلم.