الزواج المبكر مع رفض الأهل له

فتح اللهُ عليَّ بالمال والعمل، ولا ينقصنى شيءٌ يمنعني من الزَّواج، لكن أهلي يرفضون أن أُبادر بالزَّواج المبكر رغبةً في تأمين مستقبلٍ أفضل ثم تكوين مبلغٍ آخر للزَّواج، وكلما أردت بالحسنى إقناعَهم رفضوا وغضبوا بما يُوصلهم أحيانًا لسوء الحالة الصِّحِّيَّة خوفًا عليَّ من إضاعة مالي.
ماذا أفعل؟ فأنا في حَيْرة من أمري، أُفكِّر في الاستقرار كلَّ لحظة ولا أستطيع الصَّبْر عن الزَّواج، وفي نفس الوقت أحزن عندما أرى حزن أهلي وخوفهم، فلهم الفضل عليَّ.

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فجزاك اللهُ خيرًا على بِرِّك بأهلك وحِرْصك على عدم مغاضبتهم، ونرجو أن يُثيبك اللهُ على ذلك خيرًا، ولكنا نقول لك: إن الزَّواجَ المبكر من الأمور المشروعة التي نَدَبت إليها الشَّريعة في مثل قوله ﷺ: «يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ، مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ البَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ؛ فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ، وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ؛ فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ»(1)، وقوله تعالى مخاطبًا الأولياء: ﴿وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ﴾ [النور: 32].
فإن اشتدَّت الحاجةُ إليه وخِيف من العنت ارتفع إلى مصافِّ الواجبات، فاجتهد في إقناع أهلك بما تَنشُده من العفاف، فإن عجزت فتوسَّل إليهم بشفاعة بعض الصَّالحين من أهل العلم وحملة الشَّريعة ممن يثقون في قولهم وتوجيههم، ثم استَعِن على ذلك بالاستغفار ودعاء الأسحار والصَّلاة باللَّيل والنَّاس نيام، وأرجو أن يشرح اللهُ صدورهم وأن يُؤلِّف اللهُ قلوبَهم على ما تنشده من عفافٍ وإحصان. زادك اللهُ برًّا وتوفيقًا. واللهُ تعالى أعلى وأعلم.

__________________

(1) متفق عليه.

تاريخ النشر : 26 ديسمبر, 2017
التصنيفات الموضوعية:   05 النكاح, 12 فتاوى المرأة المسلمة

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend