زوجة مُتسلِّطة تَسُبُّ زوجَها وأهله، وتقوم بالبدء بضرب زوجها إذا حدث أي اختلاف بينهما؛ مما يضطر الزوج للتشاجر معها وصدور أفعال غير معتادة منه، فهل يصبر زوجها عليها من أجل أبنائه ومن أجل حماية الأسرة، أم ماذا يفعل؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فإن نشوزَها عليه وسوءَ عشرتها له مما يسخط اللهَ عز وجل ، وقد شرع اللهُ جلَّ وعلا لمعالجة النشوز وَصْفةً قرآنية مباركة في قول الله تعالى: ﴿وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا﴾ [النساء: 34].
وهذه الوسائل على الترتيب، فلا يقفز إلى الثَّانية إلا إذا باشر الأولى ولم يُوفَّق من خلالها في استصلاح أحوال زوجته وهكذا؛ فإن فشلت هذه الوسائل جميعًا فأمامه وسيلة التحكيم، قال تعالى: ﴿وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِهَا إِنْ يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا﴾ [النساء: 35]
فإن فشل التحكيمُ جاز له أن يتَّجِهَ إلى طلاقها إذا لم يُطِقْ صبرًا على سوء عشرتها وخاف ألا يُقيم معها حدودَ الله عز وجل .
ولكن عليه أن يُوازن بين مفاسد صبره على سوء عشرتها والمفاسد التي تلحق أولادَه بسبب الطَّلاق وتمزُّق شمل الأسرة ويختار أهون الضررين وأقل المفسدتين. ونسأل اللهَ أن يُلهمه رشده، واللهُ تعالى أعلى وأعلم.