الحب قبل الخطبة والزواج

أنا وشابٌّ متحابان، فأصبح بالي لا يُفكِّر إلا فيه، مدمنة تمام الإدمان لكن أخاف ألا يكون من نصيبي وألا أكون من نصيبه، فكيف لي الاستغناء عنه؟ وشكرًا.

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فأسأل الله أن يجمعَ بينكما يا بنيتي على طاعته، ومن خلال الزَّواج المشروع الذي أحلَّه الله ورسوله، واعلمي يا أمة الله أنه لا يحلُّ لك التَّواصل مع شاب أجنبي لا تربطك به رابطة زوجية أو رابطة محرمية، وإدمانك التَّواصل معه قبل الخطبة والعقد مما يُسخط الله ورسوله، وأخاف أن يجرَّ عليك شؤمًا وندامةً تكتوين بجراحاتها إلى ما شاء الله ولا تستطيعين التخلُّص من آثارها إلا أن يشاء الله.
فليتقدَّم إلى خطبتك على الفور إن كان صادقًا، فإن قُبل خاطبًا لك فقد امتُهد سبيل إلى لقائكما، ثم يكون التعجيل بالعقد فلم يُرَ للمتحابين مثلُ النِّكاح(1)، أما إذا لم يُقدِّر الله ذلك فاعلمي أن اليأس إحدى الراحتين! وانفصالك عنه ليس نهاية العالم، ولن يجعل الشمس تُشرق من المغرب!
واعلمي أن كلَّ شيء يُولد صغيرًا ثم يكبر إلا المصائب فإنها تولد كبيرةً ثم تصغر! ومن يستعفف يُعِفه الله ومن يتصبَّر يصبره الله(2).
والخلاصة: اسلكي الطريق المشروع، ليتقدَّم إلى خطبتك، فإن قبل فالحمد لله الذي بنعمته تتم الصَّالحات، وإن كانت الأخرى فالحمد لله على كلِّ حال وفي النَّاس أبدال وفي التَّرك راحة، واعلمي أن اختيار الله لك أولى من اختيارك لنفسك! واللهُ تعالى أعلى وأعلم.

________________

(1) أخرجه الطبراني في «الأوسط» (3/282) حديث (3153)، وابن ماجه في كتاب «النكاح» باب «ما جاء في فضل النكاح» حديث (1847)، والحاكم في «مستدركه» (2/174) حديث (2677)، والبيهقي في «الكبرى» (7/78) حديث (13230) من حديث ابن عباس رضي الله عنه  قال: قال رسول الله ﷺ: «لَـمْ نَرَ لِلْمُتَحَابَّيْنِ مِثْلَ النِّكَاحِ»، وقال الحاكم: «هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه؛ لأن سفيان بن عيينة ومعمر بن راشد أوقفاه عن إبراهيم بن ميسرة عن ابن عباس».

(2) ففي الحديث المتفق عليه؛ الذي أخرجه البخاري في كتاب «الزكاة» باب «الاستعفاف عن المسألة» حديث (1469)، ومسلم في كتاب «الزكاة» باب «فضل التعفف والصبر» حديث (1053)، من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه : أن ناسًا من الأنصار سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم  فأعطاهم، ثم سألوه فأعطاهم، ثم سألوه فأعطاهم، حتى نفد ما عنده فقال: «مَا يَكُونُ عِنْدِي مِنْ خَيْرٍ فَلَنْ أَدَّخِرَهُ عَنْكُمْ، وَمَنْ يَسْتَعْفِفْ يُعِفَّهُ الله، وَمَنْ يَسْتَغْنِ يُغْنِهِ الله، وَمَنْ يَتَصَبَّرْ يُصَبِّرْهُ الله، وَمَا أُعْطِيَ أَحَدٌ عَطَاءً خَيْرًا وَأَوْسَعَ مِنَ الصَّبْرِ».

تاريخ النشر : 26 ديسمبر, 2017
التصنيفات الموضوعية:   05 النكاح, 12 فتاوى المرأة المسلمة

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend