فضيلة الشَّيخ، أنا في همٍّ لا يعلمه إلا الله، أرجو الدُّعاء لي ولخطيبي بالفرج والهداية، وأَكْثِرْ له الدُّعاءَ لأنه في مشكلة بارك اللهُ فيك.
سؤالي: صديقتي خُطبت لشخصٍ محترمٍ ويُحِبُّها، وكان يُصلِّي، وعقب فترةٍ أصبح يقطع في الصلاة بسبب رفاق السُّوء، وأصبح لا يُصلِّي، والآن اقترب موعد عقد زواجها وقد أفتى لها الشَّيخ بأنه لا يجوز الزَّواجُ منه لأنه لا يُصلِّي وهي تُصلِّي، وهي ترغب في الزَّواج منه لمساعدته وهدايته للصَّواب؟

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فأسأل اللهَ جلَّ وعلا بأسمائه الحسنى وصفاته العليا أن يجعلَ لكما من همِّكما فرجًا ومخرجًا ومن عسركما يسرًا، اللَّهُمَّ آمين.
وبالنِّسْبة لصديقتك ننصحها بالتَّريُّث قبل الإقدام على إتمام الزَّواج برجلٍ لا يسجد لله عز و جل ؛ فإن من ضيَّع أمانةَ ربِّه فهو لأمانة أهله أضيع، وأخشى أن تندم حيث لا ينفعها النَّدم، وقد ذهب بعضُ أهل العلم إلى تكفير تارك الصَّلاة، سواءٌ أكان تَرْكُه لها جحودًا أم تكاسلًا، ومنهم من قيَّد ذلك بالجحود أو الاستحلال، فالأمر جدُّ خطيرٍ؛ فإن الصَّلاة عمودُ فسطاطِ الإسلام، فمن ضيَّعها فقد ضيَّع الدِّين والدُّنْيا معًا، فلا حظَّ في الإسلام لمن ترك الصَّلاة، ولا سهم في الإسلام لمن ترك الصَّلاة(1).
فننصحها بأن تقف معه وقفةً جادَّةً وهي لا تزال في البدايات، فإن فاء إلى ربِّه فبها ونعمت، وإن أبى واستكبر استكبارًا أبدلها اللهُ خيرًا منه. واللهُ تعالى أعلى وأعلم.

_________________

(1) أخرجه عبد الرزاق في «مصنفه» (1/536) حديث (2038) من قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه .