التزوج بالعقيم

هل يجوز أن يبحثَ الإنسان عن زوجة لا تُنجب؟

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فإن الأصلَ أن التماسَ الولد الصَّالِح من أعظم مقاصد النكاح، ««تَنَاكَحُوا تَنَاسَلُوا تَكَاثَرُوا؛ فَإِنِّي مُكَاثِرٌ بِكُمُ الْأُمَمَ»»(1).
ولكن هذا الأصل قد تَرِد عليه بعض الحالات الاستثنائية التي يُقدِّرها أصحابُها فيُعذرون، ولكن لا ينبغي جَعْلها قاعدةً عامة، فقد يكبر سنُّ رجلٍ وتضعف قوته عن تحمُّل تَبِعات الذرية، ويودُّ في أُخْرَيات حياته أن يكونَ له أنيسٌ يسكن إليه ويلتمس عنده المودَّة والرحمة- فلا أرى في ذلك حرجًا، وقل مثل ذلك في بعض الصور الأخرى التي تجتمع مع هذه الصورة في فكرتها العامَّة، ولكن المهم ألا يتحوَّل ذلك إلى قاعدة عامة تُزيِّن لشباب هذه الأُمَّة العزوفَ عن التماس الولد بالنكاح، واختزال الزَّواج في المتعة فحسب، فإن هذا لا يستفيد منه في النهاية إلا خصوم هذه الأُمَّة. واللهُ تعالى أعلى وأعلم.

______________

(1) ذكره السخاوي في «المقاصد الحسنة» (1/268- 269) وقال: جاء معناه عن جماعة من أصحابه فأخرج أبو داود والنسائي والبيهقي وغيرهم من حديث معقل بن يسار مرفوعًا «تَزَوَّجُوا الْوَلُودَ الْوَدُودَ فَإِنِّي مُكَاثِرٌ بِكُمُ الْأُمَمَ»، ولأحمد وسعيد بن منصور والطبراني في الأوسط والبيهقي وآخرين من حديث حفص بن عمر بن أخي أنس عن عمه أنس قال: كان رسول الله ﷺ يأمر بالباءة وينهي عن التبتل نهيا شديدًا ويقول: «تَزَوَّجُوا الْوَدُودَ الْوَلُودَ فَإِنِّي مُكَاثِرٌ بِكُمُ الْأُمَمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» وصححه ابن حبان والحاكم، ولابن ماجه من حديث عطاء بن أبي رباح عن أبي هريرة رفعه ««انْكِحُوا فَإِنِّي مُكَاثِرٌ بِكُمْ»».

تاريخ النشر : 26 ديسمبر, 2017

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend