شيخى، عندي سؤالٌ: هناك بعض الأشعار التي تتكلَّم عن الحبِّ قد كتبها بعضُ الشعراء، وفي الأعمِّ الأغلب يتكلَّم الشَّاعر أو من يكتب هذه الأشعار لمحبوبته ونحن لا نعلم مَن محبوبته، سواء أكانت أجنبيَّة عنه، وهذا بالطَّبْع لا يجوز.
وهناك من يُجاهرون بذلك مُعلِّلين ذلك بأن هذا الحبَّ حبٌّ بريء كما يزعمون، وهذا أمرٌ لا يجوز أن يكتب أحدٌ شعرًا فيه كلمات حبٍّ وغزل لامرأة أجنبيَّة عنه، فضلًا عن أن يُرسل الكلمات لها مما قد يجعلها تتعلَّق به وتتكوَّن علاقةٌ مُحرَّمة آثمة، وما يترتَّب عليه من مفاسد.
فيا شيخي، ماذا لو أن إنسانًا منَّ اللهُ عليه بالزَّواج من امرأة ملتزمة، وأراد مثلًا أن يكتب لها الأشعار التي تحتوي على كلمات حبٍّ ونحو ذلك، فما تعليقكم؟ وماذا لو أخذ أبياتٍ قد كتبها أيُّ شاعرٍ آخر وبعثها لزوجته أو تكلَّم بها لها تعبيرًا عن حبِّه لها؟ علمًا بأنه سيأخذ هذه الكلمات ويجعل الكلام موجَّهًا لها هي فقط، ليس لأمرأة أجنبيَّة كما يفعل البعض.
وما الحكم بالنِّسبة لو فعلتِ الزَّوجةُ ذلك مع زوجها؟ أريد من حضرتك أن تُوضِّح لي هذه المسائل.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصَّلاة والسَّلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أمَّا بعد:
فلا حرج في أن تكتب أو تُرسل لزوجتك التي أحلَّها اللهُ لك من كلمات الحبِّ والغزل ما شئتَ، شعرًا ونثرًا، سواء أكانت من تأليفك أم كانت من كلمات شاعرٍ آخر اقتبستَها للتَّعْبير عن مشاعرك؛ لأن الأصلَ في ذلك الحِلُّ. زادكما اللهُ جلَّ وعلا ودًّا وحبًّا، وصرف عنكما السُّوء والفتن ما ظهر منها وما بطن. واللهُ تعالى أعلى وأعلم.