اعتبار الخاطب نفسه زوجًا لمخطوبته

أتمنى من سيادتكم أن يكونَ صدركم واسعًا لي، فإن ما أنا فيه أحتاج فيه إلى النصح والإرشاد.
كنت خاطبًا لفتاة متدينة وحافظة للقرآن الكريم، وكنت سعيدًا معها وهي أيضًا كانت سعيدة معي. مرت الأيام والمشاكل بدأت تأتي في فترة الخطوبة، وقلت أنا: عادي، مشاكل وسوف تحل، وكنا نتصالح، ولكن المشكلة أنني وأنا أجلس معها كنت أقترب منها كثيرًا جدًّا لدرجة أنه ممكن أن يحدث بيننا قبلات وأحضان، ووصلت لدرجة أنني لمستها من الداخل، وكانت في الأوَّل غير موافقة ولكن انجذبت بسرعة، كانت تقول: إنها لا تعرف في هذه الحاجات وأنني أنا الذي أعلمها. فتعجبت فلديها أخوات بنات متزوجات، وأكيد أنهن يُكلِّمْنَها وهي كانت ساعات تقول لي على حاجات ولم أكن أدقق معها حتى لا أحرجها.
المهم، البنت مع مرور الأيام قالت: أنا أشعر بالذَّنْب. وترجع تعمل هكذا معي مرة أخرى وتنجذب.
وفي يوم من الأيام المشاكل زادت وفوجئت أنني قررت الانفصال، وحاولت أن أرجع لها ولكن من غير فائدة، فإنها مصممة على الإهانات لي ولعائلتي.
وبعد يومين من فسخ الخطوبة سمعنا أنها سوف تخطب لواحد، ولكنه أتى وهي لم تعجبهم تقريبًا.
كانت متعجلة للانتقام مني أو لا أدري ما هناك في عقلها، الولد رفضها هو أيضًا، وحاولت أن أتصل بها مرة أخرى وأحاول كي نرجع لبعض ولكن من دون جدوى، فهي رافضة تمامًا.
أنا أشعر أن تمسُّكي بها لأني غلطت في حقها، ولكنها ساعدتني وكانت تقول لي: الذي يلمسني لابد أن يكون زوجي.
فكنت متعجبًا، ولا أكذب عليك: أنا كنت أعتبر نفسي زوجها فعلًا، وإنني أحبها ولا أعرف لم زاد الحب بعد الفراق.
أرجو إفتاءكم فيما يفيدني أولًا كي أخرج من هذة الحالة؟ وهل أنا بمحاولاتي أعتبر أن ما زال الذَّنْب علي، للعلم فإنني حاولت بشتى الطرق حتى الجيران وأهلي أن نرجع لبعض ولكنها رافضة وهي تقول على عيوبي وتفتري علي بالكلام حتى أهلها يكرهوني، ولكني لم أذكر قط غلطة أو عيبًا من عيوبها. أرجوكم ساعدوني ماذا أفعل؟

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فإنه ينبغي على مريد الزَّواج أن يتعلم من أمور دينه ما يُعينه على أن يسير في زواجه على وفاق الكتاب والسنة، والخطبة لا تحل حرامًا في العلاقة بين المخطوبين، فالمخطوبة يا بني لا تزال أجنبيَّة، وقد أخطأت بل أجرمت عندما كنت تُباشرها ولما تعقد عليها بعد!
وقولك: إنك كنت تعتبر نفسك زوجًا لها- غير معتبر ولا يصلح عذرًا لك، فإن كل النَّاس يفرقون بين الخطبة والعقد، فمرحلة الخطوبة شيء ومرحلة كتابة العقد شيء آخر، وأنت يا بني تعيش في بلاد المسلمين وقد وُلدت مسلمًا لأبوين مسلمين، فلا يُقبل منك الاعتذار بمثل ذلك، وأيًّا كان الأمر لعل ما جرى كان عقوبةً لك من الله عز و جل ؛ لأنك تعديت حدوده، وخالفت عن أمره، والآن وقد جرى ما كان: ليس أمامك إلا التَّوْبة والاستغفار، ثم بذل الأسباب الشَّرعية الطبيعية في محاولة استرضائها واستعادة علاقتك بها، ومن ذلك الإقرار بخطيئتك، وأن مرد هذا كان إلى جهلك بالأحكام الشَّرعية، لعل هذا الوضع يهون عليها الأمر ويشعرها بصدقك، ويشرح صدرها لإعطاء فرصة جديدة، فإن أبت فأغلق ملفها وتجاوز أمرها، فإن النَّاس سواها كثير! واعلم أن اليأس إحدى الراحتين!
ونسأل الله أن يبدلك خيرًا منها، وأن يبدلها خيرًا منك. واللهُ تعالى أعلى وأعلم.

تاريخ النشر : 26 ديسمبر, 2017
التصنيفات الموضوعية:   05 النكاح, 12 فتاوى المرأة المسلمة

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend