أنا زوجة، لي (6) أبناء، مسئولة عنهم مسئولية كاملة، مشكلتي عصبية زوجي غير المتحملة، أطلب عدم الغضب فلا يستطيع، هل يُسمح لي من أجل التغيير أن أطلب تدخل إخوته؟ أو ترك الغرفة بنية عدم الهجران بل حتى يُحِسَّ ويتغير؟
علمًا بأن زوجي تقيٌّ، ولكنه لا يُجيد التعامل معي أو أحد أبنائه، وصلتُ لمرحلة أن أبناءه لا يريدن سماع صوته بالبيت؟ أرجو إفادتي. وجزاكم الله خيرًا.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فإن تدخلَ الأهل للإصلاح بين الزوجين عندما يعجزان عن احتواء أزماتهما مشروع، وعبودية إصلاح ذات البين من أجلِّ أنواع العبودية؛ فقد قال صلى الله عليه وسلم : ««أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِأَفْضَلَ مِنْ دَرَجَةِ الصِّيَامِ وَالصَّلَاةِ وَالصَّدَقَةِ؟». قالوا: بلى. قال: «صَلَاحُ ذَاتِ الْبَيْنِ؛ فَإِنَّ فَسَادَ ذَاتِ الْبَيْنِ هِيَ الْـحَالِقَةُ»»(1).
ولكن لا يُنصح باستدعاء الأهل إلا بعد عجز الزوجين عن إنهاء مشكلاتهما داخليًّا، ويظهر مسيس الحاجة إلى مساعدة من قبل الأهل؛ لأن تدخُّل الأهل في الصغيرة والكبيرة يزيد الأمور تعقيدًا، والفتنة توهجًا، وقد جاء القرآن الكريم بالتحكيم بين الزوجين عند خوف الشقاق بينهما، فقال تعالى: ﴿وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِهَا إِنْ يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا﴾ [النساء: 35].
أما الهجر فلا ننصح به؛ فقد يؤدِّي إلى تفاقم المشكلة وتطاير شررها، ولكن ننصح بسلوك السبل المشروعة الآمنة، من الدعاء والصبر والحِلم والدفع بالتي هي أحسن، واستدعاء الأهل للإصلاح أو التحكيم إذا تعيَّن ذلك سبيلًا للإصلاح. ونسأل الله لنا ولكم العافية. والله تعالى أعلى وأعلم.
__________________
(1) أخرجه أحمد في «مسنده» (6/ 444) حديث (27548)، وأبو داود في كتاب «الأدب» باب «في إصلاح ذات البين» حديث (4919)، والترمذي في كتاب «صفة القيامة والرقائق والورع» باب «ما جاء في صفة أواني الحوض» حديث (2509) من حديث أبي الدرداء رضي الله عنه . وقال الترمذي: «هذا حديث صحيح».