أريد أن أحكي عن مأساتي الزوجية وإني أعتذر عن الإطالة، ولكن أريد توضيح الأمر:
تزوجت زوجي وهو يكبرني بـ 13 عامًا، بدأت مأساتي منذ بداية زواجي، فزوجي تزوجني وسافرنا إلى دولة عربية للعمل بها، وعملت أنا أيضًا معه، ولكنه لا يعطيني حقوقي الزوجية إلا نادرًا جدًّا حتى أنجبت منه بواسطة التدخل الطبي وأنجبت منه طفلين، ثم مضت السنون وهو لا يعطيني حقوقي الزوجية ولا أشعر بأية أنوثة، وهو لا يتحمل المسئولية؛ فهو يعمل صباحًا في عمله ثم يرجع إلى المنزل ويشاهد القنوات الفضائية لقرب الفجر ولا يدرس معي للأطفال ولا يهتم بهم، وكل شيء يرميه على عاتقي أنا، حتى مرض ابني الأكبر بمرض السكري فأصبحت أذهب به للأطباء وهو يأتي معي اضطرارًا لذلك ولكن لا يهتم بالدواء ولا بشراء الدواء، حتى فاض الكيل وشعرت بالملل والتعب النفسي، فتركت وظيفتي ولم يبادر إلى تعويض نقص الدخل المادي، بل حملني مسئولية ذلك بتركي للعمل، فأصبحت أعمل في الدروس الخصوصية لكي أوفر بعض المصاريف وهو يجلس في البيت.
إنني أتعذب كل يوم وكل ساعة بل كل دقيقة تمر علي معه ولكن أتصبر من أجل الأطفال وتربيتهم، لا أعرف ماذا أفعل سيدي الشيخ، وأمر بأزمة نفسية كبيرة ولا أدري ماذا أفعل فأنا لا أحكي لأهلي لأني سبق وحكيت لهم كل مشاكلي ولم يفعلوا شيئًا مفيدًا، أرجو منك مساعدتي برأيك ومشورتك، وجزاك الله خيرًا شيخنا الفاضل.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
أرجو أن يكتب الله لك ثواب الصابرين، وقد قال تعالى: ﴿إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ﴾ [الزمر: 10]، فاشغلي وقتك بعمل نافع يربط الله به على قلبك كالذكر وتلاوة القرآن ومجالسة الخيرات الصالحات، وستجدين من حلاوة الإيمان ولذة المناجاة ما يعوضك عن هذه المعاناة! ونسأل الله لنا ولك الثبات والسداد والرشاد، والله تعالى أعلى وأعلم.