إكراه البكر على النكاح بمن لا تطيق

أنا فتاة أبلغ من العمر أربعة وعشرين عامًا، والحمد لله أنا ملتزمة دينيًّا وعلى خلق بصراحة، لقد خطبنى فيما مضى ستة رجال ولم أوفَّق، استخرت ولكن لم تتمَّ الخطبة، فبعضهم يسكن في بيت أهله ومعه أخوه، وبعضهم مسافر، وغيرها من الأسباب التي تجعلنى أرفض بعد الاستخارة، ودراستي أيضًا كانت سببًا في رفضي، فقد اقتربت من التَّخرُّج، بقي فقط ستة أشهر، ولكن ما حدث معي الآن أن والدي يُجبرني على الزَّواج من شخصٍ لا أُطيقه ولا أجد فيه ما أتمنَّاه في شريك حياتي، فلديَّ الكثير من الملاحظات عليه سواء كانت في أخلاقه أو دينه وحتى طريقته في الكلام، ولا أعلم ماذا سيحدث لي، فالزَّواج بالإكراه باطل، فأرشدوني ماذا أفعل؟ وجزاكم اللهُ خيرًا.

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فلا يَحِل للأولياء إكراهُ فتياتهم على الزواج بمن لا يُحْبِبْنَ، فلا تُنكح البكر حتى تُستأذن، وإذنها صُماتها، ولا تُنكح الأيِّم حتى تُستأمر، وقد ردَّ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم  نكاحَ من أكرهها أبوها على الزَّواج بمن لا تُحب(1).
فراجعي والدك في ذلك برفقٍ، وابتغي إليه الوسيلةَ ببعض من يثق فيهم من أهل العلم، وسلي اللهَ أن يشرح صدره للحقِّ، واستعيني على ذلك بدعاء الأسحار والصَّلاة باللَّيل والنَّاس نيام.
ونسأل اللهَ أن يجعل لك يا بُنيَّتي من ضيقك فرجًا ومخرجًا. واللهُ تعالى أعلى وأعلم.

_______________

(1) أخرجه البخاري في كتاب «النكاح» باب «إذا زوج ابنته وهي كارهة فنكاحه مردود» حديث (5139) من حديث خنساء بنت خذام الأنصارية أن أباها زوجها وهي ثيِّب فكرهت ذلك، فأتت رسول الله صلى الله عليه وسلم  فرَدَّ نكاحه.

تاريخ النشر : 26 ديسمبر, 2017
التصنيفات الموضوعية:   05 النكاح, 12 فتاوى المرأة المسلمة

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend