إسقاط الحمل في الأربعين الأولى للضرورة

أنا أبٌ لطفلة عمرها سنة ونصف، وولد عمره شهران ونصف.
حملت زوجتي في الولد وعمر ابنتي لم يتعدَّ سبعة شهور، وترتب على ذلك فطامها مبكرًا وإرضاعها لبنًا صناعيًّا، وبعد ولادة الولد تأثرت نفسيا جدًّا بانشغال أمها عنها وبدأت الغيرة تدب في تعاملها مع أخيها، هذا بالإضافة إلى تعب زوجتي النفسي والجسدي بسبب حملها وولادتها مرتين في غضون سنتين، وولادتها في المرتين كانت قيصرية.
حتى لا أطيل عليك، زوجتي قالت لي اليوم: إن الدورة تأخرت عليها لمدة أربعة أيام، وتخشى أن تكون حاملًا؛ لأنها لو حملت لن تستطيع أن تؤدي حقوق البيت والزوج والطفلين، خاصة أنها في الفترة الأخيرة بدأت تعاني من التعب والوهن الشديد والأنيميا، وبدأت تشعر بأوجاع في قلبها ورأسها، وكتب لها الأطباء على فيتامينات ومقويات، وتعاني من قلة النوم جدًّا؛ لأن الطفل يرضع معظم الليل، ولا تنام أخته إلا بعد وصلة من البكاء قد تصل إلى ساعتين بسبب غيرتها من رضاعة أخيها، وإن نامت استيقظ الولد، وفي النهار تؤدي حقوق البيت من أكل وغسيل وتنظيف وخلافه بالكاد بسبب بكاء الطفل وبكاء البنت التي تسير وراء أمها في أي مكان أو تذهب لضرب أخيها.
والآن بعد شرح كل هذا أود أن أسأل فضيلتكم: زوجتي عملت اختبار الحمل ولم يبين أنها حاملٌ، وسنذهب لعمل تحليلٍ بالدم للبيان أكثر، هل لو أصبحت حاملًا يحق لنا أخذ دواء يُسقط هذا الدم الذي في أيامه الأولى جدًّا ولم يتعدَّ الأيام العشرة الأولى؟
مع الأخذ في الاعتبار أن الحمل سيؤثر على رضاعة الطفل الثاني؛ لأنه سيفطم وعمره خمسة أشهر، وزوجتي مر عليها سنتان حملت فيهما مرتين وولدت مرتين ولادة قيصرية. وجزاكم الله خيرًا.

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فإن إسقاط الحمل في الأربعين يومًا الأولى وإن كان خلاف الأصل إلا أنه يسوغ الترخص فيه لحاجة بينة أو لمصلحة ظاهرة راجحة، وأحسب أن ما ذكرت إن صح فإنه كافٍ لتسويغ ذلك. والله تعالى أعلى وأعلم.

تاريخ النشر : 26 ديسمبر, 2017

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend