إخلاف وعد الزواج

تعرَّفت على رجل في الأربعينيات من عمره منذ ستِّ سنوات، كانت بيننا علاقةُ عملٍ وتطوَّرت إلى أن أعلن لي عن رغبته في أنه يُريد الزَّواج مني، وقد وعدني بزيارته لي في بلد إقامتي للتَّفاهم بيننا وبعدها يتقدَّم ليطلبني من أهلي، ولكنه لم يأتِ في الموعد الذي وعدني به.
وبعدها طلب مني النُّزول إلى بلدي وأنه سيلحقني هناك ونلتقي لنتفاهم وبعدها مباشرة يتقدَّم لأهلي، وفعلًا سافرت إلى بلدي عند أهلي وانتظرت مجيئه ولم يَفِ بعهده معتذرًا لي بأعذار عديدة، وانتظرت لـمُدَّةٍ خمسة أشهر ورجعت بعدها إلى بلد إقامتي عندما اتَّضح لي أنه غيرُ جادٍّ، وخصوصًا عندما طلبتُ منه أن يتَّصل هاتفيًا بأهلي وتوقعت أنه سيتأخَّر قليلًا ليجهز نفسه، لكنه أبى ولم يرضَ، حينها علمت أنه ليس جادًّا معي.
وعند تواجدي في بلد إقامتي تقدَّم لي شابٌّ وقَبِلته، وعندما علم خطيبي الأوَّل اتَّهمني بالخيانة وعدم الوفاء بالعهد، وأنه بناءً على تصرُّفي والزَّواج من غيره سيذهب ويتزوَّج من أخرى من نفس بلدي وجنسيتي كان على معرفةٍ بها منذ سنة ونصف ولم أكن أعلم.
فسؤالي سماحة الشَّيخ: أنا احتسبت فيه ربَّ العالمين سبحانه وتعالى على خِذْلانه لي وذلِّه لي أمام أهلي والأصحاب وإصراره على أذية نفسيتي بكل الوسائل، علمًا بأنه هو من أخلف بوعده، فماذا ترون معالي الدكتور في تصرُّف هذا الرَّجُل معي؟ ولكم كثير الجزاء.

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فإن صَحَّ ما ذكرتِ فليس لهذا الرَّجُل من حقٍّ فيما يضعه عليك من لومٍ، وهو الملوم والمسئول عن إفشال هذا الأمر بإخلاف وعده وامتناعه عن الاعتذار، والخطبة وعدٌ غير مُلزِمٍ بالزَّواج، ولكن ينبغي الوفاءُ به ولا يَجمُل إخلافُه إلا لـمُسوِّغ شرعيٍّ.
على كلِّ حالٍ لقد مضى هذا الأمرُ وأصبح تاريخًا، ولكن لي نصيحة: أرجو أن تراجعي نفسك في تواصلك مع هذ الرَّجُل قبل أن تنشأ بينكما علاقة شرعيَّة، فربما كان شؤم هذا التَّواصل هو سبب إفشال هذه العلاقة.
أسأل اللهَ أن يَرُدَّك إليه ردًّا جميلًا، وأن يحملك في أحمد الأمور عنده وأجملها عاقبةً. واللهُ تعالى أعلى وأعلم.

تاريخ النشر : 26 ديسمبر, 2017
التصنيفات الموضوعية:   05 النكاح, 12 فتاوى المرأة المسلمة

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend